تجربتي مع الحبوب المنومة، تنتشر استخدام الحبوب المنومة بشكل كبير في الآونة الأخيرة خاصة بين الشباب في مقتبل العمر لحل مشكلات الأرق التب تنتج عن أسباب متباينة من ضمنها كثرة استخدام الأجهزة اللوحية أو ضغوطات العمل والدراية أو الجمع بين الأمرين لمواكبة ظروف الحياة ووفير مستوى معيشي جيد .
الجدير بالذكر أن جهل كافة مستخدمي الحبوب المنومة بأضرارها النفسية والجسدية خاصة عند استخدامها بعيدا عن الإشراف الطبي سبب الكثير من حالات الإدمان، لهذا خلال سطور هذا المقال أسرد تجربتي مع الحبوب المنومة رغبة في نشر الوعي حول الآثار الجانبية وموانع استخدامها، إلى جانب دور مركز ميديكال لعلاج الإدمان والطب النفسي الفعال خلال تجربتي مع الحبوب المنومة حيث كان له الفضل في القدرة على العودة إلى حياتي مرة أخرى والتخلص من آثار الحبوب .
الحبوب المنومة
الحبوب المنومة هي مجموعة من الأدوية التي تساعد على الوصول إلى الهدوء والتخلص من مشكلة الأرق الناتجة عن القلق، الاكتئاب، تغيرات الحالة النفسية وغيرها من الأمور الأخرى، وتنقسم الحبوب المنومة إلى قسمين رئيسين هما الحبوب المهدئة طويلة الأمد والحبوب المهدئة قصيرة الأمد، ويختلف النوعان في مدى طول مدة التأثير لكلا منهما، وتنقسم الحبوب المنومة إلى العديد من الأنواع تتمثل في الآتي :
- الباربيتورات :
ينتمي هذا النوع من الأدوية إلى قسم الحبوب المنومة والمهدئة التي تقوم بتقليل نشاط الجهاز العصبي المركزي ويتم استخدامها بكثرة في التخدير، وهذا لطول فاعلية الجرعة الواحدة منها، وينصح الأطباء بضرورة الانتظام على الجرعة المحددة من قبل الطبيب، لأن الزيادة في الجرعة من هذا النوع من الأدوية قد يؤدي إلى الدخول في الغيبوبة والإصابة بالكثير من الآثار الجانبية الحادة التي تتطلب التدخل الطبي .
- البنزوديازيبينات :
هي فئة من الأدوية تساعد على النوم بشكل مباشر، لكن في حال استخدامها لفترات طويلة وبجرعات كبيرة من الممكن أن تؤدي إلى العديد من الآثار الجانبية الخطيرة التي تتمثل في اعتماد المتعاطي ذهنيًا وجسديًا على المادة الفعالة الموجودة في هذه الفئة من الأدوية، وهو ما تعرفت عليه خلال تجربتي مع الحبوب المنومة .
- الميلاتونين :
يعد هذا الهرمون من أهم الهرمونات التي يقوم الجسم بإفرازها أثناء النوم للحصول على الراحة ومكافحة الأرق، والمشاكل التي قد تؤدي إلى الإصابة باضطرابات النوم، ويقوم الأطباء بوصف بعض الأدوية التي تحتوي على نسبة عالية من هذا الهرمون أو الأدوية التي تعمل على تحفيز إفرازه .
- مضادات الهيستامين :
هي البديل لعدم توافر الحبوب المنومة، حيث تساعد على الشعور بالنعاس يعد تناولها بفترة قصيرة، إلا أنه لا ينصح باستخدامها دون استشارة الطبيب، لتجنب الآثار الجانبية المحتملة .
تجربتي مع الحبوب المنومة
بدأت تجربتي مع الحبوب المنومة عندما قام أحد أصدقائي بنصيحتي بتناول الحبوب المنومة، حيث عانيت لفترة طويلة من بعض مشاكل النوم واضطراب الأرق، لذلك ذهبت فورًا إلى الصيدلية وقمت بشرائها .
وبالفعل بدأ في تناول الحبوب المنومة بجرعات مختلفة في كل مرة، ولكن المرة الأولى كان لها النصيب الأكبر، وذلك ظنا من أنه كلما قمت بزيادة جرعة الدواء كلما ساعدني على التمتع بساعات نوم متواصلة .
لكن بعد فترة ومع رغبتي في التوقف عن تناول الحبوب المنومة، شعرت بالعديد من الأعراض الغريبة مثل الرغبة المحلة في تناول الدواء، عدم القدرة على النوم، تغيرات مزاجية مفاجئة وغيرها من الأمور الأخرى، وعندها اكتشفت حقيقة وقوعي في إدمان الحبوب المنومة .
ولكني بسبب خوفي من أحكام المجتمع والعواقب الاجتماعية المترتبة على الوقوع في الإدمان، لم أصرح بهذا الأمور لأي شخص، ولكن بعد فترة من تجربتي مع الحبوب المنومة واستمراري في تناولها اكتشفت أسرتي حقيقة الأمر، مما دفعني إلى اللجوء إلى مركز متخصص لعلاج حالات الإدمان، وكان مركز ميديكال لعلاج الإدمان والطب النفسي آثر إيجابي كبير خلال تجربتي مع الحبوب المنومة، فكان له الفضل في التخلص من آثار الحبوب المنومة وقدرتي على العودة إلى حياتي الطبيعية مرة أخرى .
الآثار الجانبية للحبوب المنومة
خلال تجربتي مع الحبوب المنومة تمكنت من التعرف على بعض الآثار الجانبية التي تسببها خاصة عند تناولها دون إشراف طبي وبجرعات غير مناسبة، وضمن الآثار الجانبية التي عانيت منها خلال تجربتي مع الحبوب المنومة الآتي :
- الدخول في الأحلام السيئة والكوابيس أثناء النوم .
- حدوث جفاف في الحلق والفم، مما يسبب رائحة كريهة في الفم .
- زيادة حموضة المعدة، مما يؤدي إلى حدوث بعض المشاكل في الهضم .
- كثرة الغازات في المعدة .
- الإصابة بالصداع الحاد .
- الإصابة بالإمساك .
- زيادة الشهية في تناول الطعام .
- الشعور بالدوار والغثيان .
- يؤدي تعاطي جرعة كبيرة من الحبوب المنومة بمختلف أنواعها إلى الدخول في الغيبوبة .
- الإصابة بآلام في العظام، والشعور بوخز في الساقين والذراعين .
- عدم القدرة على المشي نتيجة الشعور بالدوار بعد الاستيقاظ .
- الرغبة في النوم خلال النهار .
- الإصابة بالحركات اللاإرادية مثل الرعشة في الأطراف .
- التشتت وضعف الذاكرة والتركيز .
- الإصابة بالتشوش في الرؤية .
- حدوث صعوبة في التنفس .
- زيادة معدل ضربات القلب، مما يؤدي إلى زيادة ضغط الدم .
- مواجهة صعوبة في البلع .
- الآم الصدر .
- الإصابة بالتورم في الوجه واللسان والحلق .
موانع استخدام الحبوب المنومة
الأدوية التي تستخدم لتحفيز الشعور بالنوم كثيرة جدًا وتختلف المادة الفعالة وتركيزها من كل دواء لآخر، إلا أن هناك بعض الحالات التي لا ينصح بتناولها للحبوب المنومة وهو ما عرفته في وقت متأخر من تجربتي مع الحبوب المنومة، وتتمثل موانع الاستخدام في الآتي :
- حالات تضخم البروستاتا .
- مرضى ارتفاع ضغط الدم .
- من يواجه فرط في إفراز الغدة الدرقية .
- من يعاني من الإمساك الشديد .
- مرضى الكبد والكلى .
- وجود مشاكل في القلب .
- صعوبة في التبول نتيجة الإصابة ببعض المشاكل في المثانة البولية .
- وجود مشاكل في الجهاز التنفسي، مثل انتفاخ الرئة أو الربو .
- مرضى الجلوكوما .
علاج إدمان الحبوب المنومة
يمر مرضى إدمان الحبوب المنومة ببعض المراحل العلاجية المدروسة التي تقدمها المصحات مثل مركز ميديكال لعلاج الإدمان والطب النفسي تعمل على منح المرضى الشفاء العاجل والمستمر والحماية من خطر الانتكاسة، وتتمثل المراحل العلاجية لإدمان الحبوب المنومة في الآتي :
- مرحلة التشخيص والتقييم :
تعد من أهم المراحل العلاجية التي يخضع لها المرضى في المصحات، وخلال تجربتي مع الحبوب المنومة أجريت مجموعة من الفحوصات الكاملة التي تتمثل في فحص الدم والإشاعات المقطعية على الدماغ وغيرها، والتي تساعد الأطباء من معرفة الحالة الجسدية للمريض وما إن كان يقوم بتعاطي أحد المخدرات أو أنه يشرب الكحول، ويتم في هذه المرحلة تحديد البروتوكول العلاجي المناسب لحالة المريض .
- مرحلة سحب السموم :
يتم في هذه المرحلة استخدام الأدوية التي تساعد المريض على التخلص من الآلام الناتجة عن انسحاب المادة الفعالة للحبوب المنومة من جسم المريض، ويتعامل الأطباء في هذه المرحلة مع المريض بطرق ووسائل علمية حديثة، وعلى الرغم من الأعراض الانسحابية التي عانيت منها خلال تجربتي مع الحبوب المنومة إلا أن الأدوية التي وصفها الطبيب ساعدت في تقليل الشعور بالألم بشكل كبير .
- مرحلة العلاج النفسي :
تتم هذه المرحلة من خلال إجراء بعض الجلسات التي تساعد المريض على مشاركة جميع الأفكار التي تنتابه مع الطبيب، وساعدتني الطبيب خلال تجربتي مع الحبوب المنومة وعلاج الإدمان منها على تخطي هذه المشكلة والتعامل مع اضطراب الأرق بشكل صحيح .
- مرحلة التأهيل السلوكي :
تعد من المراحل المهمة جدًا، حيث يتم تهيئة المريض سلوكيًا للخروج من المصحة ومواجهة العالم الخارجي والمشاكل اليومية التي قد تواجهه، ويتم في هذه المرحلة من خلال الجلسات العلاجية النفسية حل المشاكل التي تواجه المريض خارج المصحة مثل الرهاب الاجتماعي أو الخوف أو القلق أو التنمر .
- مرحلة المتابعة الخارجية :
تبدأ هذه المرحلة بعد خروج المريض من المصحة، وتعمل هذه الجلسات على دعم المتعافي معنويًا على البعد عن الإدمان وأصدقاء السوء، وقد ساعدتني خلال تجربتي مع الحبوب المنومة على حل الكثير من المشكلات التي واجهتنا بعد خروجي من مركز العلاج .
تجربتي مع الحبوب المنومة كانت رحلة حافلة بالعديد من التحديات والصعاب خاصة مع إهمال الرجوع إلى الطبيب وتناول جرعات غير مناسبة، لذا كل ما عليكم القيام به هو التواصل مع طبيب متخصص لعلاج مشاكل اضطراب النوم والأرق بدلا من تناول أدوية دون إشراف طبي .
موضوعات ذات صلة :