حكم من مات وهو مدمن مخدرات من الأحكام الدينية المعلومة والتي وردت خلالها نصوص صريحة في القرآن الكريم، ولكن يجب توضيح بأن المقصود هنا بتعاطي المخدرات الترويحية وليس المخدرات التي تعد جزء من العلاج الطبي.
إذا حرم الله تعالى في كتابه الكريم كل الخبائث بما في ذلك المخدرات التي تُذهب العقل، كما نهى عنها النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف، واتفق العلماء على تحريم المخدرات بشتى أنواعها حشيش وأفيون وكوكايين، تلك المواد التي تفقد الوعى.
ولكن هناك عدة تساؤلات قد تُثير الجدل حول هذا الموضوع منها، ما حكم من مات وهو مدمن مخدرات، ما حكم من مات في حالة سكر؟ كيف تبدو نهاية مدمن المخدرات؟ هل تُقبل توبة مدمن المخدرات؟ وتجارب بعض المتعافين من إدمان المخدرات، فتابع القراءة
هل الخمر من المخدرات؟
نعم الخمر من المخدرات، وقبل التعرف على حكم من مات وهو مدمن مخدرات، نُحيط علمكم بأن الدين الإسلامي حرم تناول جميع المسكرات بما في ذلك، شرب الخمر والكحوليات، وكافة أنواع المخدرات، أي جميع المواد التي تُذهب العقل، ومن آيات القرآن الكريم التي وردت خلالها تحريم الخمر قوله تعالى في سورة المائدة: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ. إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ.
هل يجوز التداوي بالمخدرات؟
الجدول التالي يوضح الفرق ما بين آراء العلماء حول جواز التداوي بالمخدرات
الحكم الأول | الحكم الثاني |
---|---|
يجوز تناول القليل من المخدرات وربما يجوز استعمال الكثير منها إذا استدعت الحالة الصحية للشخص لذلك لغرض شرعي صحيح مثل:
التخدير في العمليات. تسكين الآلام الشديدة. |
لا يجوز التداوي بالمخدرات، لما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم عندما سئل عن الخمر للتداوي بها فقال: إنها ليست بدواء ولكنها داء.
كما نهى الرسول صلى الله عليه وسلم أيضًا عن الدواء الخبيث وقال: إن الله لم يجعل شفاءكم فيما حرم عليكم. |
قبل الاطلاع على حكم من مات وهو مدمن مخدرات ربما يهمك التعرف على: أضرار المخدرات على الدماغ
ما حكم من مات وهو مدمن مخدرات؟
ما ورد عن فقهاء وعلماء الدين بخصوص حكم من مات وهو مدمن مخدرات هو أن الشخص المسلم الذي توفى وهو مدمن لأي نوع من المخدرات الترفيهية التي تغيب العقل، تجرى عليه أحكام الإسلام الظاهرة من غُسل وتكفين وصلاة ويدفن في مقابر المسلمين، كما يُدعى له بالرحمة والمغفرة، ولكن يُشترط أن يكون المدمن متوفى وهو على ملة الإسلام، أما إذا كان غير مُسلم فلا تُجرى عليه أحكام الدين الإسلامي بعد الموت.
كما ورد عن أحد علماء الأزهر أن المتوفى بسبب جرعة زائدة من تعاطي المادة المخدرة وليس بقصد الانتحار هو مذنب ارتكب معصية وتناول ما حرمه الله، وسوف ينال جزاءه أو عقابه من الله عز وجل بمشيئته.
كما أن حكم من مات وهو مدمن مخدرات بعد اتخاذ قرار التوبة النصوحة والتوقف عن التعاطي مُختلف هنا حيث يتقبل منه توبته النصوحة ويغفر له ذنوبه، وهنا غالبًا ما تكون سبب الوفاة هو شدة الأعراض الإنسحابية وتأثيرها السلبي القوي على الصحة الجسدية للمدمن.
بعد الاطلاع على حكم من مات وهو مدمن مخدرات نتعرف أيضًا على حكم من مات في حالة سكر.
ما حكم من مات في حالة سكر؟
الإجابة على هذا السؤال لا تختلف كثيرًا عن مضمون إجابة السؤال السابق، وهي أنه من مات مُسلم وهو على معصية مثل شُرب الخمر فهو تحت رحمة الله ومشيئته، إن أراد الله غفر له بتوحيده وإسلامه الذي مات عليه وإن شاء عاقبه وعذبه على كم المعاصي والذنوب التي ارتكبها، بتطهيره في النار وتمحيصه ثم يدخله الجنة لأنه مسلم، أما من مات على غير الإسلام فيُخلد في النار أبدًا والعياذ بالله.
كيف أتوب من المخدرات؟
ما يتوجب على مُدمن المخدرات حتى يتوب من فعل تلك المعصية الكبيرة، هو المبادرة بالتوبة إلى الله عز وجل لأنها من كبائر المحرمات ومن أصول الفساد والشر ومن أمهات الخبائث، وهذا يتم من خلال التالي:
- الاستعانة بالله عز وجل والحذر من تخذيل الشيطان وايحائه للمرء بالشعور باليأس والعجز من الإمتناع عن تناول المخدرات.
- الحفاظ على الصلاة فهي تنهى عن الفحشاء والمنكر، والتي تعد ميزان الإيمان
- الصبر وحبس النفس على ما أمر الله.
في سياق الحديث عن حكم من مات وهو مدمن مخدرات يمكنك الاطلاع أيضًا على: حلول تعاطي المخدرات
هل يغفر الله للمدمن؟ ومن هو المدمن الذي لا يغفر الله له؟
نعم إذا تاب المدمن توبة نصوحة وأقلع نهائًيا عن تعاطي المخدرات غفر الله له، بينما المُدمن الذي يداوم على شرب الخمر وتعاطي المواد المخدرة حتى في أيام شهر رمضان، لا يتقبله الله عز وجل ولا يغفر له حتى يتوب توبًة نصوحة.
هل الموت هو نهاية مدمن المخدرات؟
نعم الموت هو غالبًا ما يكون النهاية المُحزنة للغاية مع استمرار بعض المدمنين في التعاطي، وهذا يرجع إلى تفاقم التأثير السلبي لتراكم سموم المخدرات بالجسم، وتتأثر جميع الأجهزة الحيوية بشكل سلبي، وأي مُدمن بشكل عام غالبًا ما ينتهي الأمر به إلى الإصابة بالاضطراب العقلي الذي يصل إلى حد الجنون ومحاولات الانتحار وإيذاء الغير، ناهيك عن القيام بالجرائم التي تكون سبب في إلقائه بالسجن لعدة سنوات، أو الموت بسبب المخدرات نتيجة تناول جرعة مخدر زائدة.
ولكن كن على علم بأن ليس نهاية جميع المدمنين محزنة فكم من مدمن باتت تجربته مع الإدمان نقطة تحول في حياته إلى الأفضل وذلك بعد التوبة والبحث عن التعافي من الإدمان ومن خلال الفقرة القادمة نروي بإيجاز أحد تجارب المدمن مع التوبة النصوحة والتعافي نهائيًا من الإدمان.
تجربتي في التوبة عن الإدمان
يقول (أ.ع) 35 عاما كانت تسير حياتي بشكل طبيعي ومُستقر تمامًا، إلا أن زين لي الشيطان تعاطي المخدرات على سبيل الشعور بمزيد من النشوة والاسترخاء، ولكن وقعت في فخ إدمانها وأصبحت لا أعيش دون تناول الجرعات اليومية من المخدر، و تبدلت حياتي حيث تحولت إلى جحيم.
حيث تركت الصلاة واعتدت الكذب وكانت أموالي مخصصة للحصول على المخدر، ولكن توقفت لحظة على الرغم من تأثير المخدر القوي على والذي كان يُسيقني ويتغلب على تصرفاتي وسلوكياتي بعد الاطلاع على حكم من مات وهو مدمن مخدرات،حيث قررت التوبة و التوقف عن التعاطي وكانت العزيمة والإرادة القوية حليفة لي خلال فترة التعافي، فضلًا عن المركز العلاجي المُختار على أعلى مستوى من الخبرة في علاج الإدمان وهو مركز ميديكال، فقد كان عاملًا مهم ورئيسي في التعافي والعلاج السليم.
الخلاصة عن حكم من مات وهو مدمن مخدرات
خلاصة القول عن حكم من مات وهو مدمن مخدرات في الدين الإسلامي هي، أن الشخص المسلم قد توفي على معصية وقد تُشير إلى سوء الخاتمة مما لا جدال في ذلك الأمر، ولكن حساب الله عز وجل له يكون بمشيئته فهو يعلم ما تسر الأنفس والقلوب.
فربما قام المتوفى بعمل يُشفع له به ذنوبه كلها، وربما تاب وأراد التعافي قبل الوفاة ولكن لم يُسعفه الوقت للتعافي الجسدي، لذا نقول أنه على الرغم من موت المدمن على معصية وارتكابًا إثم وذنب كبير، حسابات الله عز وجل لعباده تختلف حسب رؤيته ومشيئته.
لذا ننصح أي مدمن للخمر أو المخدرات بسرعة التوبة والتوقف عن ارتكاب تلك المعاصي التي تكون سببًا في هلاكه وعذابه في الدنيا والآخرة، وأولى ما يتوجب علي المُدمن فعله هو التوقف عن التعاطي والبحث عن مؤسسة مهنية مُرخصة للعلاج من الإدمان في سرية تامة والتخلص من تلك السموم الجسدية والفكرية والرجوع إلى الله عز وجل.
المصادر