يبحث الكثيرون عن الطرق المختلفة لتنظيف المخ من المخدرات وذلك لأن إدمان المخدرات يؤدي إلى تغير كيمياء المخ وهو ما يؤدي بدوره إلى حدوث أعراض الانسحاب عند التوقف عن تعاطي المخدر، الأمر الذي يحتاج إلى متابعة طبية للسيطرة على تلك الأعراض وتخطي هذه المرحلة بدون أي خسائر نفسية أو صحية، ومن ناحية أخرى فإن الإدمان يؤثر على مادة الإندورفين التي يفرزها المخ كمخدر طبيعي ويؤدي إلى توقف إفرازها وهو ما يسبب الإعتماد الجسدي والنفسي على المخدر لأن المخ ينتظر المخدر الخارجي بدلًا من المخدر الذي توقف إفرازه طبيعيًا.
وبناءًا على ذلك سوف نلقي الضوء في هذا المقال على كيفية تنظيف المخ من المخدرات ومدة تنظيف المخ من المخدرات وإمكانية عودة المخ لحالته الطبيعية بعد الإقلاع عن المخدرات وأكثر أنواع المخدرات انتشارًا بين الشباب وهو الحشيش ومدى تأثيره على المخ، تابعونا..
بدايةً .. كيف يحدث الادمان؟
يحدث الإدمان عندما يزداد تعاطي الشخص لمادة مخدرة عن الحد المسموح به، فهناك العديد من المواد المخدر يصفها الأطباء كعلاج أو مسكن لحالة تحتاج ذلك ولكن يسيء الشخص استخدام هذا الدواء ولا يستخدمه كما وصفه الطبيب ولا يلتزم أيضًا بتعليمات ومدة استخدامه، الأمر الذي يجعل المخ بمرور الوقت يعتاد على الجرعة التي يأخذها فيضطر الشخص إلى زيادة هذه الجرعة تدريجيًا حتى يصل لنفس التأثير الذي يرغب به وبمرور الوقت يحدث الاعتياد الجسدي والنفسي على المخدر ويقع الشخص في وحل إدمان المخدرات عندما يتوقف المخ عن إفراز مادة الإندورفين وهي مخدر طبيعي يفرزه المخ بكميات محددة.
وفي هذه الحالة لا يوجد أمام الشخص المدمن إلا حل وحيد وهو اتخاذ قرار العلاج من الإدمان حتى يستعيد المخ حالته الطبيعية ويعود لحياته كما كانت؛ حيث أن الإدمان يدمر كافة جوانب الحياة العملية والإجتماعية والصحية والنفسية وغيرها.
ما هي التغيرات التي تحدث في المخ بسبب تعاطي المخدرات؟
يعتبر المخ هو المتحكم والمسئول الأول عن وظائف الجهاز العصبي حيث يقوم بإرسال الأوامر من خلال النبضات العصبي إلي النخاع الشوكي و أجهزة الجسم المختلفة وفي حالة حدوث اضطراب أو تغيير في كيمياء المخ وطريقة عمله نتيجة تعاطي المخدرات فإن ذلك ينعكس على وظائف المخ والجسم، ويظهر ذلك فيما يلي:
- تغيير في كيمياء المخ.
- بطء أو تسريع رسائل المخ إلى أجزاء الجسم المختلفة.
- زيادة أو نقص المعدل الطبيعي لإفراز المخ للنواقل العصبية مثل الدوبامين والسيروتونين وغيرها.
- حدوث تلف خلايا المخ بسبب تعاطي المخدرات أو ما يُعرف أيضا بـ “اعتلال الدماغ” ينتج عنه التشوش العقلي، فقدان الذاكرة عدم التوازن في المشي، والسكتات الدماغية.
ما هي العوامل التي تؤثر على تنظيف المخ من المخدرات؟
هناك بعض العوامل التي تؤثر على مدة تنظيف المخ من المخدرات والعلاج من إدمانها، وهذه العوامل هي:
- عمر الشخص المدمن.
- وزن الشخص المدمن.
- نسبة دهون الدم في جسم الشخص المدمن.
- الحالة الصحية للشخص المدمن حيث أن وجود مشاكل في الكلى والكبد يؤثر على تنظيف المخ من المخدرات وخروج هذه المواد من جسم الشخص المدمن.
- مدة تعاطي المواد المخدرة.
- تعاطي مادة واحدة مخدرة أو أكثر من مادة مخدرة.
كل هذه العوامل تؤثر على عملية خروج المخدرات من الجسم وتنظيف المخ من المخدرات أيضًا، كما تؤثر أيضًا على مدة تنظيف المخ من المخدرات والتي لا يمكن تحديدها بشكل دقيق إلا بعد الفحص الطبي للشخص المدمن ومعرفة مرحلة الإدمان التي وصل إليها.
هل يعود المخ لحالته الطبيعية بعد الإقلاع عن المخدرات؟
نعم يعود المخ لحالته الطبيعية وذلك بعد انتهاء أعراض الانسحاب تمامًا وتخطي هذه المرحلة الصعبة بنجاح؛ حيث أنه في هذه المرحلة يحاول المخ استعادة حالته الطبيعية والتخلي عن المخدر بشكل نهائي، كما يحاول اعادة افراز مادة الاندورفين مرة أخرى بمعدلات طبيعية.
قد يستغرق عودة المخ لحالته الطبيعية وتنظيف المخ من المخدرات وقتًا طويلًا أو قصيرًا وذلك حسب نوع المخدر الذي كان يتعاطاه الشخص وعمره ووزنه والعوامل التي ذكرناها في الفقرة السابقة؛ لذلك لا يمكن تحديد هذه المدة بشكل دقيق، والطبيب المعالج المتخصص في علاج الإدمان هو الشخص الوحيد الذي يستطيع تحديد هذه المدة.
ما هي أكثر المخدرات انتشارًا بين فئة الشباب؟
بالطبع يوجد العديد من أنواع المخدرات المختلفة المنتشرة بين الشباب في البلاد العربية المختلفة ولكن يعتبر الحشيش من أكثر أنواع المخدرات المنتشرة بين الشباب وذلك بسبب سهولة توفيره وعادةً ما يتم تعاطي الحشيش عن طريق التدخين وهذا ما يسوق العديد من الشباب لتجربة تدخينه ومن ثم إدمانه.
وفي إطار الحديث عن الحشيش ومدى تأثيره على المخ دعونا نلقي الضوء على العلاقة بين الحشيش والذهان في السطور القادمة.
الحشيش والذهان
هناك العديد من الدراسات التي أجريت في الآونة الأخيرة والتي تربط بين تعاطي الحشيش وزيادة خطر الإصابة بمرض الذهان حيث يفقد المصاب الاتصال بالعالم الواقعي وتصيبه الهلاوس سواء كانت سمعية أو بصرية (hallucinations) أو جنون الارتياب (paranoia)، كما أظهرت دراسة أن الأشخاص الذين يتعاطون أكبر الكميات من الحشيش هم الأكثر عرضة لأن يتم تشخيصهم بأحد الأمراض النفسية، مثل انفصام الشخصية (schizophrenia).
متى يعود الجسم لطبيعته بعد ترك الحشيش؟
يبدأ الجسم في العودة لحالته الطبيعية بعد الإقلاع عن الحشيش في غضون 15 يوم عندما تنتهي أعراض الانسحاب تمامًا، ولكن في حالة تسبب الحشيش في اضطرابات عقلية كالفصام أو الاكتئاب حاد أو الأعراض ذهانية أو نوبات الهلع تتطلب وقت أكثر للتخلص منها ويتراوح بين 3-6 شهور.
اقرأ أيضًا:
أثر المخدرات على الجهاز العصبي المركزي.
ما هي أفضل وأسرع طريقة تنظيف المخ من المخدرات؟
وإذا أردت حقًا معرفة أفضل وأسرع طريقة تنظيف المخ من المخدرات هي التوجه لأفضل مصحة نفسية متخصصة في علاج الإدمان وذلك لكي يتم تنظيف المخ من المخدرات تحت إشراف طبي وتجنب أي آثار جانبية وخيمة ناتجة عن أعراض الانسحاب التي يتعرض لها المدمن فور توقفه عن تعاطي الحشيش.
ما هي خطوات العلاج من إدمان المخدرات؟
عادةً ما تتم عملية تنظيف المخ من المخدرات وعلاج الإدمان نهائيًا على أربعة مراحل وهي تشمل:
- مرحلة التشخيص والتأهيل النفسي للبدء في علاج الإدمان:
وهي المرحلة الأولى التي يخضع لها المدمن وفيها يتم تأهيله نفسيًا للبدء في مراحل العلاج المختلفة، كما يتم فيها إجراء جميع الفحوصات الطبية للمريض ومعرفة مرحلة الإدمان التي وصل إليها وتحديد البرنامج العلاجي المناسب لحالته. - مرحلة سحب السموم:
وهي المرحلة الثانية والأكثر أهمية في علاج إدمان المخدرات بعد التأهيل النفسي وذلك لأن تلك السموم هي من أحدثت جميع المشكلات النفسية أو العضوية، ويتم سحب سموم المخدرات من الجسم بطرق مختلفة وذلك من خلال مجموعه من الأدويه وجعل المتعاطي يتوقف تدريجيا عن تناول المخدر ومنحه أدوية تشبه في تركيبها الكيميائي تركيب المخدر ولكنها لا تسبب الإدمان وذلك لتقليل الأعراض الانسحابية التي يتعرض لها المريض. - مرحلة العلاج النفسي والسلوكي:
يتم في هذه المرحلة خضوع الشخص إلى جلسات للعلاج النفسي إما فردية أو جماعية أو كلاهما وذلك لضمان علاجه بكل الطرق النفسية الممكنة، كما يخضع أيضًا لجلسات العلاج السلوكي المعرفي والجدلي وغيرها من أنواع العلاج السلوكي التي تضمن تحسين سلوكيات المريض وتعديل أسلوب حياته بالكامل. - مرحلة المتابعة الخارجية لمنع حدوث انتكاس:
يتم في هذه المرحلة متابعة المتعافي بعد خروجه من المستشفى وذلك لتجنب حدوث الانتكاس والعودة مرة أخرى لإدمان المخدرات، كما يتم فيها تقديم الدعم النفسي للمريض من قِبَل أهله وأصدقائه المقربين منه ومحاولة ابعاده عن أي شخص أو مكان يذكره بالتعاطي وغيرها من الوسائل التي تضمن عدم العودة مرة أخرى للإدمان.
كم مدة علاج مدمن المخدرات؟
تنظيف المخ من المخدرات يحتاج إلى تلقي علاج الإدمان من قبل متخصصين في مجال علاج الإدمان والطب النفسي، الجدير بالذكر أن مدة علاج مدمن المخدرات تختلف من شخص إلى آخر وفق بعض المعايير مثل السن، الحالة الجسدية للمدمن، نوع المخدر، درجة الإدمان وغيرها من العوامل الأخرى، وقد أشار الأطباء أن متوسط مدة علاج الإدمان تتراوح ما بين 6: 9 أشهر وقد تزيد عن ذلك حسب ما يحتاج مريض الإدمان.
ومن الضروري الإشارة إلى أن العلاج المنزلى للمخدرات ما هو إلا وسيلة لتضييع الوقت والجهد، فمن الضروري تلقي علاج الإدمان الدوائي والنفسي تحت إشراف طبي في بيئة تساعد على التعافي خاصة وأن التأخر في تلقي العلاج يتسبب في تلف خلايا المخ وزيادة أضرار المخدر على المدى البعيد.
الخلاصة:
تعرفنا في هذا المقال على كيف يحدث إدمان المخدرات وكيف تؤثر المخدرات على خلايا المخ المختلفة والعوامل التي تؤثر على تنظيف المخ من المخدرات وإمكانية عودة المخ لطبيعته بعد الإقلاع عن تعاطي المواد المخدرة، كما تعرفنا على العلاقة بين الحشيش والذهان وأفضل وأسرع طريقة تنظيف المخ من المخدرات، نتمنى أن يكون مقالًا وافيًا لكل المعلومات ويكون مرجعًا لكم.