المخدرات وأثرها على الفرد والمجتمع وأسباب الإدمان هي النقاط المحورية لموضوعنا اليوم، الإدمان مشكلة مجتمعية شائعة تشتكي منها المجتمعات العربية الإسلامية، والتي وفق العقيدة الدينية الإدمان من المحرمات بسبب تأثيرها المدمر للإنسان، فضلًا عن السلبيات والأضرار التي تعود على الفرد والمجتمع بمجرد الوقوع في شباك الإدمان، كما أن العائلة تضرر بشكل بالغ عند إدمان أحد أفرادها، واليوم سنتحدث عن المخدرات وأثرها على الفرد والمجتمع بشكل مفصل تابع معنا.
تعريف المخدرات
قبل الحديث عن المخدرات وأثرها على الفرد والمجتمع سنذكر لكم ما هو تعريف المخدرات، والأطباء والعلماء يرون أن المخدرات هي كل مادة أو دواء أو مستخلص صناعي، أو طبيعي من دورها إحداث بعض التغييرات الوظيفية بالجسم، وتحديدًا بالجهاز العصبي المركزي والدماغ، وبالتالي تسبب حالة من الفقدان الجزئي أو الكلي للإدراك لمدة من الزمن، وبالطبع تختلف درجة التأثير وفقًا لنوع المخدر والكمية التي تم تعاطيها، ومع استمرار التعاطي يحدث الاعتياد الذهني والجسدي بما يضر بالصحة البدنية والنفسية للفرد ثم كثرة المشكلات المجتمعية.
أما بالنسبة لمنظمة الصحة العالمية تعريف المخدرات هي كل مادة خام أو مستخلص أو مادة تخليقية تحتوي على عناصر، ومواد مسكنة أو مهدئة يتم استخدامها لأغراض غير طبية، والتي من شأنها حمل الإنسان إلى مرحل التعود الذهني والنفسي، والتسبب في الكثير من الأضرار على الفرد والمجتمع والأسرة.
تعرف على أضرار المخدرات
أسباب تعاطي المخدرات
أهم النقاط التي يجب توضيحها حول المخدرات وأثرها على الفرد والمجتمع الأسباب وراء تعاطي المخدرات، لا يوجد سبب محدد للوقوع في فخ الإدمان حيث أنها حالة صحية ونفسية معقدة غالبًا ما تحدث بسبب تغيير واضح في كيمياء الدماغ، وباستمرار التعاطي تتغير بينة الدماغ ونشاطه، وقدرته على العمل بشكل طبيعي، وتحديدًا بالنسبة لمراكز المكافأة داخل الدماغ.
كما أظهرت بعض الدراسات أن بعض البشر يكون لديهم دوافع بيولوجية تثير من دافع الإدمان، حيثيكن دائمًا في بحث عن طريقة تساعده على إفراز هرمون الدبامين المسؤول عن مشاعر المتعة، والتي تشعر الإنسان بالراحة والاسترخاء والنشوة والسعادة، كما يحدث عند تناول قطعة من الشوكولاتة أو تناول الوجبة المفضلة، أو عند ممارس الجنس وغير من الأنشطة.
ولكن المستويات العالية من هرمون الدوبامين يكون لها تأثير سلبي على السلوكيات، لذا تعاطي المخدرات بإفراط قد يصل بالفرد إلى حد الموت المفاجئ، وعلى الصعيد الآخر تناول المخدرات يحدث تغيير في التوازن النفسي والدماغي للفرد، إلى جانب ذلك هناك بعض العوامل الأخرى التي تساهم في تطور سلوك الإدمان على المخدرات كما يلي:
1_ الوراثة
الوراثة وفق الدراسات والإحصائيات الطبية تعتبر سبب في إدمان نسبة تتراوح ما بين 40% إلى 60%، فإذا كان لديك قريب من الدرجة الأولى (الأب أو الأم أو الأخ) يعاني من اضطراب تعاطي المخدرات (SUD)، فعلى الأرجح تكون عرضة للإصابة بالإدمان، ولكن إلى الآن لم يستطيع العلماء تحديد الجينات المسؤولة عن حدوث ذلك الأمر وانتقال الإدمان من جيل إلى آخر.
2_ حالات الصحة العقلية
أثبتت بعض الدراسات وجود رابط وثيق ما بين الإدمان على المخدرات وحالات الصحة العقلية، مثل اضطراب ما بعد الصدمة(PTSD)، أو الاكتئاب الحاد أو اضطراب ثنائي القطب وغيرها، حيث أن حوالي 50% مما يعاني من اضطرابات الصحة العقلية يعانون من اضطراب تعاطي المخدرات SUD والعكس صحيح.
3_ العوامل البيئية
واحد من أخطر أسباب الإدمان على المخدرات هي العوامل البيئية التي تشكل دور هام في تشكيل شخصية الإنسان، والتي تشمل مدى التعرض للمواد المخدرة ورفقاء السوء وإساءة استعمال الأدوية مثل المنشطات أو المهدئات أو الأفيونات وغيرها، علاوة على ذلك، تجارب الطفولة الصادمة (ACEs) مثل العنف أو المواقف المؤلمة يكون لها دور في الوقوع بفخ الإدمان.
أضرار المخدرات النفسية
بالحديث عن المخدرات وأثرها على الفرد والمجتمع سنتطرق إلى الحديث عن أضرار المخدرات النفسية، حيث أن تعاطي المواد المخدرة يؤدي إلى اختلال بنية وكيمياء الدماغ، وبالتالي يكون لذلك تأثير سلبي على الصحة العقلية والنفسية، ومن أشهر الاضطرابات والأضرار النفسية للإدمان على المخدرات الآتي:
- القلق والأرق واضطرابات النوم: تعاطي المخدرات يحدث اختلال في استقرار، و توازن بعض النواقل العصبية المرتبطة بالمخ ذلك ما يحفز من الإحساس بالقلق والتوتر والمعاناة من اضطرابات النوم مثل الأرق.
- الاكتئاب: تعاطي المخدرات يسبب الإدمان بسبب التغيرات التي تحدث في كيمياء المخ، كما أن بعض الأشخاص يشعرون بالذنب وتأنيب الضمير على تعاطي المخدرات مما يثير من أعراض الاكتئاب.
- التقلبات المزاجية: حدوث التقلبات المزاجية تحدث بسبب تغير كيمياء الدماغ لدى متعاطي المخدرات، لذا يكونون في حالة من المزاج المتقلب بدون سبب واضح.
- تغييرات الشخصية: من ضمن أضرار تعاطي المخدرات على الفرد هو حدوث تغيرات دائمة في نمط الشخصية، وسلوكياته وتصرفاته حيث تستمر لديه الرغبة في تناول المخدرات، وينعكس ذلك على الحياة اليومية للفرد وعلاقاته الاجتماعية.
- الذهان: من أخطر الأضرار النفسية للإدمان هو الذهان، حيث يصاب العقل بأضرار خطيرة تحفز من ظهور الأعراض الذهانية والانفصال عن الواقع، والمعاناة من الهلاوس والضلالات السمعية والبصرية والحسية.
- الانتحار: تعاطي المخدرات يحفز من تفاقم الأفكار الانتحارية، وذلك ما يؤدي في نهاية المطاف إلى الانتحار لكثرة المشكلات والاضطرابات النفسية لمتعاطي المواد المخدرة.
المخدرات وأثرها على الفرد والمجتمع
المخدرات وأثرها على الفرد والمجتمع تشغل الرأي العام في ظل التفشي السريع للمخدرات، وارتفاع حصيلة المدمنين من الرجال والنساء من مختلف الفئات العمرية، وإليك أبرز أضرار المخدرات وأثرها على الفرد والمجتمع:
أضرار وآثار المخدرات على الفرد | أضرار وآثار المخدرات على المجتمع |
---|---|
|
|
نهاية الحديث عن المخدرات وأثرها على الفرد والمجتمع:
المخدرات وأثرها على الفرد والمجتمع مشكلة تعاني منها جميع المجتمعات العربية، والتي أصبحت أمام تيار من المواد المخدرة التي تسبب انتشار الأمراض، وتفشي الجرائم وانخفاض الأداء المدرسي وغياب الكوادر الماهرة التي يحتاج لها المجتمع، لذا مهم جدًا التوعية عن المخدرات وأثرها على الفرد والمجتمع، ودور المؤسسات العلاجية في التغلب على إدمان المخدرات، إذا كنت بحاجة إلى مساعدة للإقلاع عن إدمان المخدرات سارع في التواصل معنا بمركز ميديكال لعلاج الإدمان والطب النفسي، حيث نوفر برامج علاج شامل ومتخصص لكل حالات الإدمان.