هناك ندرة كبيرة في مراكز استقبال المعاقين ذهنياً في مختلف انحاء العالم العربي , ولا شك أن أولئك الأشخاص بحاجة للمساعدة وابقائهم في حياة مليئة بالاحتواء والدعم والمساندة وتوفير الجو المناسب لهم ومساعدتهم في التعافي .
ومن هنا كان البحث الحثيث عن مراكز رعاية المعاقين ذهنياً والمراكز العلاجية المتخصصة في علاج الذهانيين ومساعدتهم في العيش حياة كريمة من خلال المختصين وخبراء العلاج في بيئة علاجية متكاملة وهذا ما يتم توفيره من خلال مركز الطب النفسي والذي يوفر أفضل الإقامات للمرضي مع توفير كافة سبل الراحة للمرضي أثناء تواجدهم بالمركز .
في واقع الأمر وما لا يعلمه الكثير من الأشخاص أن هناك عشرات الملايين من ذوي الاحتياجات الخاصة في المصر والعالم العربي , وخاصة المعاقيين ذهنيا ,وبسبب غياب التخصص في البيت تعاني الأسر كثيراً من وجود شخص به اعاقة ذهنية , ومن ثم كان الخيار الأمثل والأفضل للمريض وأسرته التواصل مع مركز متخصص في علاج الاعاقات الذهنية .
ما هو مفهوم الرعاية للأشخاص المعاقين ذهنياً ؟
يمكن النظر إلي رعاية الأشخاص المعاقين ذهنياً بأنها مجموعة من الخدمات المتنوعة أو أنها برامج مخصصة متكاملة وتشمل ضمن جوانبها الرعاية الخاصة والتي تقدم لفئات الأطفال من غير العاديين والتي تتطلب مهارة واعداد خاص .
مراكز رعاية المعاقين ذهنياً والمراكز العلاجية المتخصصة , حيث يشير مفهوم الاطفال الغير عاديين الي اولئك الاطفال الذين يختلفون بشكل او بأخر عن المستويات التي تحددها تلك المعايير المتقف عليها سواء من ناحية السمات الجسمانية أو العقلية أو النفسية أو الاجتماعية , ولا ريب او أولئك في العادة بحاجة إلي الرعاية الخاصة من أجل مساعدتهم علي النمو بشكل مقبول إلي اقصي ما تسمح به قدراتهم مهما كانت محدودة في طبيعتها .
ما هي أسباب وخصائص الإعاقة العقلية الذهنية ؟
تعد الاعاقة العقلية من الاعاقات الموجودة في كل المجتمعات حيث تشير الاحصائيات إلي أن هناك ما يزيد عن 3 آلاف يعانون العديد من أنواع الإعاقة العقلية في الفئة العمرية ما بين 10 سنوات إلي 14 سنة .
وتزداد تلك هذه لتصل إلي 6 آلاف في جميع المراحل العمرية الآخري , وقد تعددت تصنيفات فئات المعاقين ذهنياً من أجل تسهيل عملية كشفهم التعرف علي خصائهم وكيفية التعامل معهم بما يساعدهم علي حسن استثمار ما لديهم من إمكانيات عقلية .
ما هو تعريف الإعاقة الذهنية ؟
أما عن تعريف الاعاقة الذهنية فهي الاعاقة العقلية الناجمة عن خلل في الوظائف العليا للدماغ مثل التركيز والذاكرة والاتصال مع الأشخاص الآخرين وغيرها من صور الخلل بالمخ , مما ينتج عنها إعاقات تعليمية أو صعوبات تعلم مع خلل في التصرفات والسلوك العام للفرد .
كما يدخل تحت مفهوم الإعاقة الذهنية أو العقلية التخلف العقلي وصعوبات التعلم واضطرابات التوحد , ويحتاج المرضي إلي مراكز علاج الاعاقات الذهنية المتخصصة في التعامل مع مثل تلك الحالات من المرضي .
هل يمكن زواج المعاقين ذهنياً ؟
زواج الأشخاص المعاقين ذهنياً من التساؤلات التي تشغل بال الكثيرين , حيث إن زواج المعاقين ذهنياً أحدث وسائل الحد من الاعاقة كذلك يري الخبراء المختصين الذين فجروا الفكرة وقالوا بأننا لابد أن نقف مع حق أولئك الأشخاص المعاقين ذهنياً في الزواج والانجاب ليس لشيء إلا أننا نعمل سوياً في العمل علي الحد من الاعاقة والحيلولة دون انتقال المرض والاعاقة إلي الابناء من خلال مبداً اعلان حقوق الطفل .
ولو كان الخبراء يبحثون عن الحل الانساني للمعاقين ذهنياً والذين قد وصلت نسبتهم في العالم العربي إلي قرابة 10% , ونصيب العالم العربي من تلك النسبة 3% حيث إن رجال الدين والقانون يمنعون من مجرد التفكير في الموضوع مؤكدين بأن عقود الزواج للمعاقين ذهنياً باطلة .
ولكن في حقيقة الأمر يري علماء الدين والشريعة الاسلامية جواز زواج المعاق ذهنياً مهما كانت درجة الاعاقة حتي لو وصلت لدرجة الجنون وفقدان العقل , وهذا من أجل دفع ضرر الشهوة عنه أو عنها , وصيانته عن الفجور وتحصيل الرعاية والخدمة وغيرها من أغراض النكاح المباحة , ولكن لو كان المعاق ذهياً مجنوناً فليس له أن يعقد النكاح بنفسه بل يزوجه وليه , أما المرأة فلا تزوج نفسها حتي لو كانت عاقبة , ومن هنا لابد من توافر بعض الشروط الاخري لزواج المعاق ذهنياً متمثلة فيما يلي: –
1-اخبار الطرف الأخر بكون الشخص معاق ذهنياً ولأنها عيب ومن ثم فلا يجوز كتمان العيب .
2-أن يكون المعاق ذهنياً مأموناً لا يعرف العدوانية والإفساد لدفع الضرر عن الطرف الأخر .
قياس نسبة الذكاء لدي المعاقين ذهنياً ؟
يري علماء الطب النفسي ومراكز التأهيل النفسي المختصين بعلاج مرضي الاعاقات الذهنية بأن نسبة حالات الاعاقة علي مستوي العالم العربي وصلت إلي 10% من بين تلك الحالات ما يزيد عن 3% يعانون من اضطرابات عقلية وتخلف عقلي , ومن هنا لابد من عرض المعاق ذهنياً علي الأطباء المختصين لقياس نسبة الذكاء , فمن كانت نسبة ذكاء الأشخاص أقل من 25 درجة لا يمكن ان يعتمد عليه في المعاشرة الزوجية , فهو شخص فاقد للاحساس وليس لديه أهلية ولا نسبة تفكير , ويكون لديه قدرة علي الانجاب ولكن غير قادر علي الزواج .
أما عن الأشخاص المعاقون ذهنياً فتترواح نسبة الذكاء بين 25% إلي 65% فهؤلاء لا تمنعهم الاعاقة من اكتساب خبرات في السلوك ويستطيعون أن يتأهلوا لأي عمل , أما عن الزواج فيجري في الحالات التي تصل نسبة الذكاء ما بين 65% إلي 90% ومن هنا لابد من عرض المعاق علي لجان طبية متخصصة فيها الطبيب النفسي المتخصص والباطني والغدد والاخصائيين النفسيين والاجتماعيين .
وتكون الحالة المقبلة علي الزواج مستقرة من ناحية الفكر والوجدان والسلوك مع القدرة علي الانتاج والعمل علي حسب القدرة ويكون مسؤولاً عن السلوكيات والتصرفات , وعلي اللجنة متابعة حالة المعاق مع اشراف المراكز العلاجية .
وقد أشار الأطباء المتخصصون بأن حالات الاعاقات الذهنية التي نتجت عن اصابات في المخ أو التهابات من الممكن أن تتزوج بحالات لها , أما حالات الاعاقة الناجمة عن الوراثة فلا يمكن أن تتزوج الحالات المشابهة لها .
ما هي خصائص المعاقين ذهنياً ؟
مراكز رعاية المعاقين ذهنياً هي البيئة الهامة للمرضي , حيث تعتبر الخصائص اللغوية والمشكلات التي ترتبط بها من المظاهر المميزة للإعاقة العقلية , وعلي ذلك فليس من المستغرب ان نجد أن مستوي الأداء اللغوي للأطفال المعاقين ذهنياً هو أقل بكثير من مستوي الأداء اللغوي لمن هم في نفس العمر للأطفال العاديين .
وقد أجريت العديد من الدراسات حول مظاهر وخصائص النمو للأطفال المعاقين ذهنياً والمقارنة مع مظاهر وخصائص النمو اللغوي للأطفال العاديين , وقد أشارت الدراسات إلي اختلاف بين العاديين والمعوقين عقلياً في درجة النمو اللغوي ومعدله , حيث إن الاختلاف في تطور النمو بين الأطفال المعاقين ذهنياً أبطأ في نموهم اللغوي مقارنهم مع نظرائهم العاديين , ولكن علينا أن نعي بأن مراكز علاج الاعاقات الذهنية والمصحات المتخصصة في ذلك لها دور كبير في اكتساب قواعد اللغة باستثناء الأطفال شديدي الإعاقة العقلية والذهنية ولكن بمعدل أبطا العاديين .
لكن المشكلات المتعلقة بمظاهر النمو اللغوي لدي الأطفال المعوقين عقلياً فهي من المشكلات المتعلقة بالنطق والتأتأة وقلة عدد المفردات اللغوية مع ضعف بناء القواعد اللغوية , كما أظهرت العديد من الدراسات علاقة ارتباطية بين الإعاقة العقلية وبين مظاهر الاضطرابات اللغوية لدي تلك الفئة بشكل عام , حيث إنهم يظهرون مفهومهم وكلامهم يعوزه وضوح المعني والترابط وذلك لأن معدل النمو اللغوي لديهم أبطأ من الأطفال في عمرهم من حيث اللغة .
ما هي الشروط اللازمة لإنجاح علاج الإعاقة العقلية ؟
1-التشخيص المبكر للحالة المرضية , حيث يتم هذا التشخيص من قبل الأهل منذ لحظة الولادة وملاحظة أية أعراض مثل الصراخ المستمر العرق الغزير وشكل الرأس والرائحة غير العادية للبول بالإضافة إلي جمع معلومات الأهل عن مظاهر نمو الطفل كالحبو والكلام والمشي والتأخر في الجلوس , وإن التشخيص المبكر يساعد علي سرعة العلاج وتقديم الرعاية اللازمة .
2-التشخيص الدقيق للحالة المرضية حيث يعتمد التشخيص الدقيق علي فحص شامل عن مظاهر نمو الطفل من الناحية العقلية والحركية والانفعالية والاجتماعية .
3-التدخل الفوري هو التدخل الفوري وتقديم وسائل العلاج اللازمة في حال اكتشاف أي ملاحظة لدي الطفل خلال مرحلة التشخيص المبكر والدقيقة .
4-الإرشاد والتوجيه الأسري , حيث يتم ذلك من خلال مراكز التوجيه الأسري التي تقدم برامج التوعية للأهالي عن الاعاقات المختلفة وأنواعها وتقوم تلك المراكز بإرشاد الأسر نحو المعاملة السليمة مع الأطفال .
5-مراجعة البرامج العلاجية والتأهيلية وتقويتها حيث يتم تقويم البرامج العلاجية للمعوقين من وقت لآخر بهدف التأكد من أنها تحقق الهدف الموضوع لأجله .
6-انتشار البرامج العلاجية للأشخاص المعاقين ذهنياً وتهدف تلك البرامج إلي معرفة الإعاقة وكيفية مواجهتها من خلال المحاضرات لأفراد المجتمع والندوات من خلال مراكز التوجيه الأسري , فالحاجة إلي مراكز رعاية المعاقين ذهنياً من الأهمية بمكان .
7-تخطيط وتنظيم الجهود العلاجية بسبب الاعاقة العقلية المتعددة والمشكلات المترتبة عليها , وكان لابد من وجود تخطيط وتنظيم اقامة البرامج العلاجية , ومعتمدين علي فريق متعددة التخصصات من أجل الدعم التكاملي بين جميع الأطراف بهدف إنجاح البرامج العلاجية .
مقالات ذات صلة