علاج إدمان المراهقين هو أحد أهم الأمور التي يبحث عنها الكثير من الآباء والأمهات الذين وقع ابنائهم في فخ تعاطي المخدرات، حيث تعتبر مرحلة المراهقة هي واحدة من أهم واخطر المراحل التي يمر بها الشخص والتي يمكن أن تساعده في بناء شخصية قوية وناجحة أو تجعل منه شخص مدمن غير واثق في نفسه.
يطرأ على المراهق الكثير من التغيرات الهرمونية والنفسية مما يسبب تغيرات سلوكية، وفي كثير من الأحيان تسبب هذه التغيرات الارتباك وعدم القدرة على التأقلم للشباب مما يدفعهم لتجربة الكثير من السلوكيات الخاطئة مثل تعاطي المخدرات ظنًا منهم أنها سوف تساعدهم في التأقلم، ولكن النتيجة تكون الوقوع في مشاكل أكبر بسبب الإدمان، ولأن إدمان المراهقين هو أحد أهم القضايا التي تهدد أمن المجتمع سوف نتحدث عنها بشيء من التفصيل خلال هذا المقال، تابعونا.
أسباب تعاطي المخدرات عند المراهقين
يعتبر المراهقين هم الفئة الأكثر تعاطيًا للمخدرات، وذلك بسبب التغيرات الضخمة التي تحدث خلال هذه المرحلة مما يجعلهم فريسة سهلة لتجار المخدرات وبيئة خصبة للمساعدة على انتشار المخدرات، ويرجع ذلك لعدة أسباب أهمها:
- فقدان الثقة بالنفس، وتعتبر مرحلة المراهقة من أكثر المراحل الحساسة في تكوين شخصية الفرد، وغالبًا ما يمر المراهق بعدة اضطرابات وعدم رضا عن مظهره الخارجي مما يفقده ثقته ويلجأ لاستخدام المخدرات ظنًا بأنها سوف تزيد من ثقته بنفسه.
- العنف الأسري وغياب لغة الحوار بين الآباء والأبناء.
- سهولة الوصول إلى المخدرات.
- رفاق السوء، حيث يمكن اعتبار الصحبة الفاسدة هي أحد أهم أسباب انتشار المخدرات بين الشباب.
- الملل الذي يصيب الكثير من المراهقين بسبب وجود وقت فراغ كبير وعدم استغلال الطاقة في المعرفة والقراءة أو ممارسة الرياضات المختلفة.
- الفضول وشغف التعرف وتجربة الأشياء الجديدة.
- التربية غير السليمة والبعد عن التعاليم الدينية.
- تعاطي الأب للمخدرات مما يسهل فكرة التعاطي للشاب بسبب عدم وجود قدوة صالحة في بيئته.
- عدم التوعية الكافية بخطورة تعاطي المخدرات أو مجرد تجريبها.
- الاكتئاب الذي يصيب الكثير من المراهقين أحد أهم الأسباب التي تدفع الشاب إلى تجربة المخدرات بهدف التخلص من الأفكار السوداوية وتحسين حالته المزاجية.
- التعرض لصدمات شديدة في مرحلة المراهقة الحساسة.
أعراض تعاطي المخدرات عند المراهقين
مع انتشار ظاهرة تعاطي المخدرات بين الشباب يتساءل الكثير من الآباء ما هي العلامات التي تظهر على الشاب وتدل على تعاطيه للمخدرات، والجدير بالذكر أن تعاطي المخدرات لا يمكن أن يظل سرًا مخفي ولكن تظهر الكثير من أعراض تعاطي المخدرات التي يجب على الأبوين معرفتها بهدف البحث بسرعة عن علاج إدمان المراهقين، ومن أبرز هذه الأعراض:
- اهمال النظافة الشخصية والمظهر العام وتفضيل ارتداء ملابس بأكمام طويلة لإخفاء علامات الحقن في الذراعين.
- احمرار العين بدون أي مبرر منطقي.
- زيادة طلب المال وعدم معرفة الجهات التي ينفق فيها الأموال.
- العزلة الاجتماعية والبعد عن التجمعات والاختلاط بالناس.
- التقلبات المزاجية الحادة وغير المفهومة مثل الضحك بهستيريا أو البكا الشديد بدون أسباب.
- انخفاض المعدل الدراسي وضعف التركيز.
- البعد عن العمل الجماعي.
- تغيير دائرة الأصدقاء.
- الكذب والخداع.
- اضطرابات شديدة في النوم ما بين الأرق والنوم لساعات طويلة، وتغير في الشهية ما بين الابتعاد عن الطعام أو الشراهة المفرطة.
- الكسل والتخاذل عن تأدية الأنشطة اليومية وإهمال الرياضة.
موضوعات ذات صلة
أفضل دكتور لعلاج الإدمان في جده
علاج إدمان الكريستال ميث في المنزل
أضرار تعاطي المخدرات عند المراهقين
تعاطي المراهقين للمخدرات هي أحد أخطر التهديدات التي يواجهها المجتمع والبحث عن علاج إدمان المراهقين أصبح هدف يسعى له الكثير من الناس، ولذلك يجب أولا التعرف على أضرار تعاطي المخدرات قبل البدء في علاج إدمان المراهقين.
والجدير بالذكر أن أضرار المخدرات على المراهقين تتباين بتباين نوع المخدر وكميته وطريقة التعاطي والمدة التي استغرقها المراهق في التعاطي، ومن أبرز هذه الأضرار ما يلي:
- عدم انتظام ضربات القلب.
- ارتفاع ضغط الدم عن المعدل الطبيعي.
- زيادة خطر الموت نتيجة جرعة زائدة.
- العنف الأسري بسبب تأثير المخدر أو بغرض الحصول عليه.
- خلل في المواد الكيميائية بالمخ مما ينتج عنه بعض الأمراض النفسية مثل الوسواس القهري أو القلق المفرط أو اضطراب انفصام الشخصية.
- ضعف أو غياب القدرة الإنتاجية.
- تليف انسجة الرئة وزيادة خطر سرطان الرئة.
- السلوك الجنسي الغريب بسبب تأثير المخدرات.
- اضطرابات النوم.
- السلوك العدواني والعصبية المفرطة.
- مشاكل دراسية وعدم القدرة على التركيز.
- الهلاوس السمعية والبصرية.
- الانعزال وفقدان الأصدقاء.
- زيادة فرص أعمال العنف والشغب.
علاج إدمان المراهقين على المخدرات في المنزل
يتساءل الكثير من الآباء والأمهات هل يمكن علاج إدمان المراهقين على المخدرات في المنزل، وذلك بسبب سماع الكثير من الشائعات حول إمكانية حدوث ذلك، والإجابة هي لا يمكن اتمام عملية علاج إدمان المخدرات للمراهقين في المنزل وذلك يرجع إلى المرحلة العمرية الحساسة والتي تتطلب متخصصين في العلاج بسبب الاضطرابات التي يعاني منها المراهق في هذه المرحلة.
بالإضافة إلى أن هناك مرحلة في العلاج تسمى سحب السموم من الجسم والتي لا يمكن بأي شكل من الأشكال أن تتم في المنزل لأنها تحتاج إلى رعاية خاصة من المركز العلاجي للسيطرة على أي أعراض انسحابية خطيرة في هذه المرحلة.
خلاصة القول أن جملة علاج إدمان المراهقين في المنزل هي عبارة جذابة للغاية ولكنها غير واضحة ولا يمكن أن تتم على أرض الواقع، ولكن ما يمكن أن يتم في المنزل هو المتابعة خلال الفترة الأخيرة من التعافي ويجب أن تتم ايضًا مع طبيب مختص.
علاج إدمان المراهقين
علاج إدمان المراهقين هو أحد اهتمامات المجتمع في العصر الحالي لأنهم عصب الأمة، والجدير بالذكر أن علاج إدمان المراهقين لا يختلف كثيرًا عن العلاج في أي سن آخر إلا في انتقاء المعاملة التي يمكن أن يستجيب لها المراهق ومحاولة معرفة سبب انجرافه إلى هذا الإدمان، ويمكن تلخيص علاج إدمان المراهقين في عدة خطوات كالتالي:
1_ مرحلة الفحص والتقييم
يقوم الطبيب في هذه المرحلة بفحص شامل للصحة الجسدية والنفسية للمراهق وتحديد مدة التعاطي ومدى الأضرار التي تسبب بها المخدر، وذلك لوضع خطة علاجية مناسبة لكل حالة على حدة.
2_ مرحلة سحب السموم
تعتبر هذه المرحلة من أصعب المراحل على المريض بسبب خطورة الأعراض الانسحابية التي يمكن أن تحدث، ولذلك يجب أن تتم يكون المريض في المستشفى خلال هذه الخطوة لسهولة التعامل مع الأعراض الانسحابية وتقليل معدل ظهورها.
3_ مرحلة العلاج النفسي والتقويم السلوكي
تعتمد هذه المرحلة على تحسين الجانب المتضرر بسبب الإدمان ومعرفة الأسباب التي دفعته للإدمان، بالإضافة إلى توعيته بمخاطر الإدمان على كافة جوانب الحياة، واستبدال السلوكيات الإدمانية بأخرى صحية لمحاولة استرجاع الحياة لنصابها الصحيح عن طريق تغيير أفكار وسلوكيات المراهق وحثه على تعلم مهارات جديدة واستغلال أوقات الفراغ.
على الرغم من الأهمية الكبير للعلاج النفسي الذي لا يقل تأثيره عن أي خطوة أخرى في العلاج، إلا أن بعض المؤسسات العلاجية التي تتبع الطرق التقليدية تهمل هذا الجانب، ولكن في مركز ميديكال للطب النفسي وعلاج الإدمان نهتم بكل التفاصيل بغرض علاج الإدمان.
4_ مرحلة التأهيل الأسري
تعتمد هذه المرحلة على الأسرة بشكل أساسي عن طريق تكوين وعي بمدى أهمية تحسين العلاقة مع الابن وتجنب السلوكيات التي تدفع للإدمان، ومحاولة علاج الآثار السلبية للإدمان على استقرار الأسرة.
5_ مرحلة المتابعة
تعد هذه أحد المراحل في العلاج وتكون عبارة عن جلسات دورية بهدف ضمان عدم الانتكاس.
الخلاصة حول موضوع علاج إدمان المراهقين
علاج إدمان المراهقين يحتاج إلى عزيمة المراهق وعائلته، ولأن أسباب الوقوع في الإدمان قد لا تكون ناتجة عن عدم التربية فلا يجب أن تلوم نفسك أو إبنك إنما مغريات الحياة كثيرة، واكتشاف الإدمان ومعرفة أضراره هي أول خطوات رحلة العلاج والتخلص من وحل الإدمان الذي يمكن أن يكون نهاية لمستقبل وحياة المراهق.
