كيفية علاج اضطراب الشخصية الاجتنابي ؟
في حقيقة الأمر يستغرق تطوير الشخصية الاجتنابية وقت طويل قد يمتد لسنوات عديدة فلن يتم العلاج بين عشية وضحاها فاضطرابات الشخصية بشكل عام تحتاج إلي وقت طويل من اجل احداث التغيير الإيجابي المطلوب في الشخصية ومن أهم طرق علاج الشخصية التجنبية هي العلاج السلوكي بجانب الأدوية التي تسيطر علي الأعراض التي قد تصاحب الاضطراب .
ولا شك أن الوقاية خير من العلاج لذا فان هناك جانبين مهمين من أجل تطوير الشخصية وهما :-
أولاً بناء وترميم الثقة بالنفس:- التوسط في هذا الأمر فلا يبلغ بك الي الاعجاب بالنفس بدرجة فيها إفراط فنقع في النرجسية وغيرها من الاضطرابات الشخصية كذلا لا تفريط فنقع في الدونية وتهميش النفس ورؤية الشخصي لنفسه بانه غير كفء فالتوسط خير الامور ويعتمد بناء الثقة بالنفس علي ركنين أساسيين أحدهما تحسين التقيم الذاتي من خلال النظر الي نقاط القوة في النفس والانجازات الشخصية التي تمت في حياة الشخص والتركيز علي الجوانب الإيجابية في الشخصية مع التاكد علي ألا يكون الكمال والمثالية طريقه .
وثاني تلك الأمور التي من خلالها يتم بناء الثقة بالنفس هو التشجيع الذاتي المستمر فاذا ما وقعت في مشكلة ما او واجهتك ظروف صعبة فلتقك بتوجيه الرسائل الايجابية الي النفس وحدث نفسك أنك تستطيع وأنك سوف تنجح وغيرها من الرسائل الإيجابية التي تبثها لنفسك مع الدعاء بانشراح الصدر وأن ييسر الله الأمور .
ثانياً :- هدم الحواجز النفسية بين الشخص وبين الآخرين ومد جسور للترابط وعمل حلقات وصل مع الأشخاص المحيطين وليكن في خلد الأشخاص دوماً أنه لا كمال لأحد وهذا يفتح له الباب لقبول النقد او الرفض من قبل الآخرين , ويكون بناء الجسور علي التواصل بشكل تدريجي مع الآخرين وعمل صداقات جديدة كلما حانت الفرصة لذلك ففي المدرسة والجامعة وفي العمل وهذه الامور تكون تدريجية إلي ان تصير صداقات وعلاقات حميمة بين الأفراد .
أما عن علاج الشخصية التجنبية فليس ثمة دواء للشخصية التجنبية يتعاطاه الشخص ومن ثم يصبح معافاً فانت لا تعالج مريض بالسعال أو مريضاً بالصداع لكن العلاج هنا يتمثل في تعليم الشخص المصاب بالاضطراب أساليب جديدة من التفكير والسلوك والشعور ولذا سيكون علاج مرضي اضطراب الشخصية التجنبية القلقة معتمداً بشكل أكبر علي العلاج السلوكي المعرفي وسيكون دور الأدوية هو علاج الاعراض المصاحبة للاضطراب .
لا شك ان علاج اضطرابات الشخصية ليس بالأمر الهين لكن لا يعني هذا ان علاج اضطراب الشخصية المتجنبة غير حاصل فالامر بحاجة الي المثابرة والوقت ومع اساليب العلاج النفسي الحديثة التي تتم من خلال مختصصين يتم علاج الاضطراب .
يعد العلاج السلوكي المعرفي من أنجع أساليب العلاج النفسي الذي أثبت قدرته في علاج الاضطراب وقد أثبتت الأبحاث مدي نفع العلاج المعرفي السلوكي في علاج اضطراب الشخصية التجنبية .
بشكل عام يتم التخلص من اضطراب الشخصية التجنبية من خلال العمليات الآتي ذكرها :-
أولاً :- تفكير الأفكار السلبية والمضطربة الموجودة في دماغ الشخص فالاشخاص المصابون باضطراب الشخصية التجنبية يكون لديهم معتقدات محدودة ومعايير اجتماعية لا تمت الي الواقع بصلة مع النظرة الي النفس بدونية وغيرها من الأفكار الغير سوية عن النفس والمجتمع والتي تحتاج الي استبدالها بأفكار صحية سوية سليمة .
لذا في حال شعورك بالقلق والتوتر حول موقف ما , فعليك فحص الأفكار التي تتواقق مع تلك المشاعر من اجل التمكن من التصرف بشكل صحيح , فحين تحاكي نفسك بان لا شخص يحبك فلا داعي لعمل صداقات , فما عليك الا تغير الفكرة السلبية التي تمنعك من التفاعل المجتمعي وستري النتائج الإيجابية .
ثانياً :- العلاج بالتعريض التدريجي وهو من ابرز اشكال العلاج السلوكي المعرفي لعلاج الشخصية التجنبية فالاشخاص المصابون باضطراب الشخصية الاجتنابي يحتاجون الي المواجهة مع المواقف والأحداث والامور التي يتجنبونها أو يخافون من مواجتها ومن خلال المواجهة مرة تلو الآخري ستغير المفاهيم المغلومة لدي الشخص تجاه مخاوفه ويعلم كيف كانت مخاوفه وهمية فالتعريض بشكل منظم لهذه المواقف – في بيئة آمنة – والذي لابد أن يكون من خلال مختصصين مع مقاومة التفكير الغير منطقي الذي يتعلق بتلك المخاوف يقودان الأفكار الي الطريق الصحيح كذلك المشاعر ومن ثم السلوكيات .
ثالثاً :- تحسين المهارات الاجتماعية ومد جسور للتواصل والتفاعل مع الآخرين , فالشخص لن يعيش في داءرة ضيقة من المعارف طيلة عمره إذ لابد من التواصل مع أفراد المجتمع , والأشخاص المصابين باضطراب الشخصية التجنبية من اكثر ما يتسمون به هو تجنب المواقف الاجتماعية وهذا الأمر يؤدي إلي ضمور المهارات الاجتماعية لديهم أو قد لا يكون هناك نشوء لها أصلا .
لذا فان تعليم هؤلاء الأشخاص المهارات الأساسية في كيفية التعامل مع الآخرين وكيفية تعلم بدء الحوار وكيف يشاركون في النقاش والتواصل في الجسات وغيرها من أساليب التفاعل المجتمعي لا شك أن لكل هذه الأمور دوراً كبيراً في غاية الأهمية .
رابعاً :- الحصول علي الدعم من قبل طبيب نفسي او اخصائي من اجل اجراء التشخيص الكامل للحالة اذ ان هذا النوع من الاضطرابات الشخصية قد يحدث مع اضطرابات اخري مثل الاكتئاب او اضطرابات الشخصية الحدية .
اما عن العلاج بالأدوية لاضطراب الشخصية التجنبية فيكون من أجل علاج الأعراض المصاحبة للاضطراب وتستخدم الأدوية المضادة للاكتئاب او ادوية علاج القلق ويكون هذا كله تحت اشراف الطبيب النفسي المعالج .
مصادر الموضوع
علاج الشخصية الحدية