كيفية علاج الإدمان بفعالية وبدون انتكاس
نحن ندرك تماما بأن علاج الإدمان نهائيا وضمان عدم الانتكاس هو من الأمور التي يسعى لتحقيقه جميع من قادهم الحظ للوقوع في حظيرة وشباك الإدمان علي المخدرات، ولن يحدث ذلك إلا بالمرور بخطة علاجية متكاملة الأركان والتي تتكون من العديد من المراحل والخطوات والتي تشمل ما يلي:-
أولا:- مرحلة الفحص الطبي الشامل، فإن علاج الإدمان ليس قالب واحد يتناسب مع جميع الأشخاص المرضي من مدمني المخدرات بل إن العمل علي اختيار برنامج علاجي مفصل يلبي احتياجات الحالة الصحية لك هو أول خطورة في رحلة علاج الإدمان بشكل ناجح وبفاعلية ولن يتم هذا إلا بعد عمل فحصل طبي شامل من أجل التعرف على مدى الأضرار الجانبية والمخاطر التي تركها وخلفها الإدمان على المخدرات على الحالة النفسية والجسدية من خلال العمل على اتباع العديد من الاجراءات التي تشمل:-
– عمل تحليل المخدرات من اجل التعرف علي نسب المخدر في الجسم.
– إجراء رسم قلب ومخ من أجل التعرف على مدى الضرر الواقع عليهم.
– عمل فحصل لحالة الكبد والكلي فهما من أكثر أجهزة الجسم التي تتضرر من جراء الإدمان.-
جمع كافة المعلومات عن فترة الإدمان والتاريخ العائلي وإن كان الشخص قد خاص تجربة للعلاج من قبل أم لا.
ثانيا:- مرحلة سحب السموم من الجسم دون ألم، وفي تلك المرحلة يتم منع الشخص المريض مدمن المخدرات من تعاطي أي من أنواع المخدرات على الإطلاق بشكل تام والخضوع إلى بروتوكول دوائي يتم فيه استعمال أقوى أدوية علاج الإدمان والتي تهدف إلى مرور مرحلة سحب السموم من الجسم وعلاج الأعراض الانسحابية للمخدرات دون ألم أو معاناة أو مضاعفات، والأمر يتطلب وجود الرقابة الطبية الدقيقة أثناء العلاج من أجل ضمان عدم وجود مضاعفات وسرعة التدخل الطبي عند الحاجة.
ثالثا:- مرحلة العلاج النفسي والتأهيل السلوكي، ويتم تطبيق برنامج علاج نفسي وتأهيل سلوكي وذلك من أجل تحقيق عدة أهداف تشتمل على ما يلي:-
1- علاج الأسباب النفسية التي قد أدت إلى الإدمان من خلال جلسات العلاج النفسي الفردي.
2- العمل على إحداث تغير شامل في سلوكيات الشخص المريض والعمل على استبدالها بسلوكيات إيجابية من خلال البرنامج العلاج المعرفي السلوكي.
3- علاج الاضطرابات النفسية المترتبة علي الإدمان من خلال وحدة التشخيص المزدوج من خلال استعمال أساليب علاج متخصصة.
4- وجود برامج علاجية توفر مجتمع علاجي داعم يشجع على الاستمرار في العلاج والشعور بالانتماء والألفة وعدم الإحساس بالغربة بعيدا عن أهله.
رابعا:- مرحلة التأهيل الاجتماعي وتجنب الانتكاس، فبعد الانتهاء من العلاج النفسي تبدأ مرحلة الاستعداد من أجل العودة إلى ممارسة الحياة من جديد بعيدا عن طريق الإدمان، ويتم هذا من خلال ما يلي:-
1- التدريب على العيش دون المخدر والتعامل مع الرغبات الشديدة في تعاطي المخدر والصوت الذي بداخلك ويدفعك إلى تعاطي المخدات.
2- تجنب العوامل والمحفزات التي تحفز علي تعاطي المخدرات مثل رفقاء السوء والأماكن عالية الخطورة، وفي حال الاضطرار إلى التعامل معها تدرب على تجاهلها وعدم تأثيرها فيك من أجل تجنب حدوث الانتكاس.
3- التعامل مع المواقف الصعبة التي تزداد فيها نسبة الضغوط وحالات التوتر والعمل على حل المشاكل بهدوء دون اللجوء إلى تعاطي المخدرات من أجل الهروب منها.
خامسا:- استمرار المتابعة بعد العلاج، فلا ينتهي دور مستشفى علاج الإدمان علي خروجك من المستشفى بل يبدأ فصل جديد في رحلة الحفاظ على التعافي يرتبط باستقرار المتابعة بعد العلاج من أجل التأكد من الالتزام من الخطة العلاجية الموضوعة وعدم الخروج عنها، ويتم ذلك من خلال لقاءات تتم بين الشخص المريض وبين فريق العلاج في المصحة العلاجية سواء وجها لوجه أو في حال سفرك وبعد المسافة تكون من خلال السكاوي بي أو غيرها من برامج التواصل.