طرق العلاج النفسي والاضطرابات المختلفة أصبح مع التقدم العلمي الحادث في كافة المجالات أمر يسير لا يحتاج إلى الكثير من القلق والخوف، وذلك بسبب التعرف بشكل أكثر على الاضطرابات النفسية والآليات المختلفة التي تساعد على العلاج، فبالمقارنة مع الماضي هناك فارق كبير بين مفهوم المرض النفسي وعلاجه، وهذا الإنجاز والتطور يعزى إلى علماء الطب النفسي الذين تمكنوا من كشف الطرق المناسبة لعلاج المرض النفسي باختلاف أنواعه، والجدير بالذكر أن طرق العلاج يتم تحديدها من قبل الطبيب وهذا ما يؤدي إلى صعوبة تلقي علاج المرض النفسي دون طبيب في الكثير من الحالات على الرغم من تطور آليات العلاج التي تساعد على التعافي دون استخدام الأدوية، وإليكم خلال سطور هذا المقال أنواع الأمراض النفسية وطرق علاجها.
المرض النفسي
يعرف المرض النفسي على أنه خلل في الوظائف الإدراكية المتعلقة بشخصية الفرد، ويتمثل بمجموعة من الظروف النفسية التي تتحكم في مشاعر الإنسان وتسبب الكثير من الاضطرابات النفسية والأعراض الأخرى التي تصل إلى اليأس وعدم الرغبة في الاستمرار في عيش الحياة، وهو دافع لكثير من المرضى إلى الانتحار.
الجدير بالذكر أن المرض النفسي يسبب ظهور العديد من الأعراض على الفرد بشكل تدريجي والتي من الضروري التعامل معها قبل أن تتفاقم ويحتاج المريض إلى الدخول إلى مركز علاج، ومع التقدم العلمي الحادث في كافة المجالات الطبية وعلى رأسها الطب النفسي أصبح تلقي العلاج أمر يسير خاصة مع تحديد الحالة النفسية، والمرض الذي يعاني منه الفرد، وقد ساعد تعرف المجتمعات العربية على مفهوم المرض النفسي في كسر حاجز الخوف من تلقي العلاج.
أنواع الاضطرابات النفسية
يظهر خلل والمرض النفسي لدى الإنسان نتيجة المرور بالكثير من المشكلات والأزمات أو المرور بصدمة نفسية أو موقف يصعب التخطي منه، وهو ما يزيد من احتمالات الاضطراب النفسي الذي يصاب به الإنسان، ولهذا أجمع علماء طب النفس إلى تقسيم الاضطرابات النفسية التي تؤثر على مخ الإنسان إلى 3 أقسام مختلفة هي كالآتي:
1_ الاضطرابات العصبية
تعتبر الاضطرابات العصبية من أخطر مشاكل المرض النفسي التي يقع فيها الإنسان، والتي تحتاج إلى دراسة شاملة للتعامل مع المريض بشكل صحيح، وترجع صعوبة هذا النوع من الاضطرابات النفسية نتيجة تعرض الشخص إلى إصابة مثل التوتر أو القلق تؤثر على قدرته مع التعامل مع الحياة والمشكلات بشكل سوي.
الجدير بالذكر أنه من الضرورة التعرف على حالة المريض جيدًا خلال مرحلة التشخيص، وذلك للتعرف على السبب الحقيقي وراء الإصابة بالاضطراب، وإلا ظهرت مشكلة التشخيص الخاطئ والتي تسبب أذى للمريض نفسه إلى جانب العديد من المشكلات الأخرى.
2_ الاضطرابات الذهنية
تؤثر الاضطرابات الذهنية على الفرد بشكل كبير فتجعله غير قادر على التفكير بعقلانية، وتؤثر كذلك على تصرفاته وردود أفعاله مما يعيق استمرار المهام اليومية لدى الكثير مما يعانون من الاضطرابات الذهنية.
3_ الاضطرابات العقلية
الاضطرابات العقلية هي عبارة عن تشوهات خلقية ناتجة من خلل في الصحة الإنجابية لدى أحد الوالدين أو كلاهما، وهي حالات تظهر في سن مبكر من حياة الفرد مثل متلازمة داون.
طرق العلاج النفسي
طرق العلاج النفسي تختلف من حالة إلى أخرى حسب الاضطراب الذي يعاني منه الفرد ومدى حدة الأعراض التي تظهر على المريض، والجدير بالذكر أن الوصول إلى الشفاء التام من الاضطرابات النفسية يتوقف على تشخيص الحالة، وذلك لأن التشخيصات الخاطئة تزيد من تدهور الحالة النفسية والذهنية للمريض النفسي.
الجدير بالذكر أن هناك العديد من آليات العلاج النفسي، والتي يتم اتباعها تحت الإشراف الطبي للوصول إلى أعلى درجات الشفاء، ويتم تلقي العلاج في المركز العلاجي أو في الخارج على حسب ما تتطلب الحالة، وتشمل طرق العلاج النفسي التي يتيحها مركز ميديكال لعلاج الإدمان والطب النفسي على الآتي:
1_ العلاج المعرفي السلوكي
يتمحور العلاج المعرفي السلوكي حول تغيير أنماط التفكير السلبي التي يعتمد عليها المريض النفسي، والتي تجعله دائمًا ناقم على حياته وبيئته، وهنا يأتي دور العلاج المعرفي السلوكي الذي يساعد على تعزيز التفكير الإيجابي وتحسين صورة المريض أمام نفسه والمجتمع، مما يقلل من الأفكار السلبية التي تراوده بشكل دائم.
2_ العلاج الدوائي
يضمن العلاج النفسي في بعض الحالات الأدوية التي تساعد على التقليل من الأعراض المورقة التي يعاني منها المريض، والجدير بالذكر أن الاعتماد على الأدوية مثل مضادات الذهان أو مضادات القلق تتم تحت الإشراف الطبي بشكل كامل، وذلك لأن الاستخدام الخاطئ لها قد يؤدي إلى أضرار وآثار جانبية مزعجة.
ويتم تناول أدوية العلاج النفسي خلال فترة معينة يحددها الطبيب، ولكن هناك بعض الأدوية التي يجب على المريض أن يظل يتناولها مدى الحياة، وذلك في حالات الإصابة باضطرابات مزمنة، ويكون الطبيب هو الشخص الوحيد المخول له إيقاف الدواء في الحالات التي يستجيب فيها المريض للعلاج النفسي.
3_ العلاج الاجتماعي
يتم هذا النوع من العلاج في الحالات التي يعاني فيها الفرد من اضطرابات في العلاقات الاجتماعية أو العمل أو في الحياة والبيئة بشكل عام، حيث يتعلم العديد من السلوكيات الواجب اتباعها خلال الحياة اليومية لتجنب المرض النفسي.
ويجب الإشارة إلى أن تلقي المساعدة من العائلة والأصدقاء خلال تلقي العلاج يساعد بفارق كبير في تحسن الحالة النفسية والمزاجية وزيادة شعور الفرد بالاستقرار والأمان.
كيفية علاج المرض النفسي
يتم العلاج النفسي بشكل أساسي بالاعتماد على العلاج السلوك المعرفي، العلاج الاجتماعي وكذلك الأدوية التي يتم وصفها من قبل الطبيب، والجدير بالذكر أن هناك مجموعة أخرى من الآليات التي قد يلجأ إليها الطبيب في بعض الحالات لتحسين حالة المريض وتعرف بالطرق العلاجية التكميلية، وهي كالآتي:
- الصدمات الكهربية، وهي تتم وفقًا لحالة المريض ومدى حاجته إلى هذه الطريقة من العلاج.
- استخدام بعض الأعشاب الطبيعية من الطب البديل، وذلك في الحالات التي لا يرغب المريض أو لا يتناسب معه التدخل الكيميائي.
- العلاج بالموسيقى والفن، وهو من آليات العلاج النفسي الجديدة والتي أثرت بشكل إيجابي مع الكثير من الحالات خاصة حالات التوتر.
- العلاج بالإبر الصينية، وهو أكثر انتشارًا في دول أسيا.
- الاسترخاء والتأمل، وهي تتناسب مع حالات الاكتئاب والقلق حيث تساعد على التخلص من الأفكار السلبية.
علاج المرض النفسي بدون طبيب
العلاج النفسي الذاتي هو من أشكال العلاج النفسي الحديث التي ظهرت مؤخرًا على أيدي بعض علماء الطب النفسي وهو يعرف بعلاج المرض النفسي بدون طبيب، ويعتبر طريقة تتناسب مع بعض الاضطرابات النفسية البسيطة التي لا تستدعى القلق.
وعلى الرغم من نجاح طريقة العلاج الذاتي في الكثير من الحالات إلا أن الاستغناء عن الطبيب النفسي للنهاية أمر صعب للغاية، وذلك لأن هناك العديد من الحالات التي يصعب العلاج النفسي وحدة من تحقيق تقدم في المرض والأعراض المصاحبة له، وهو ما يزيد من ضرورة متابعة الطبيب للحالة، ولهذا فإن مركز ميديكال لعلاج الطب النفسي والإدمان يوفر لكافة من يعانون من اضطرابات نفسية مهما كانت حدتها أفضل طاقم طبي في مجال الطب النفسي على مستوى الوطن العربي.
طرق العلاج النفسي تختلف وتتنوع من مريض نفسي إلى آخر بسبب اختلاف الاضطراب الذي يعاني منها الفرد وكذلك اختلاف حدتها، ولهذا فإن التوجه إلى طبيب نفسي متخصص للتعرف على نوع المرض النفسي وأسبابه يساعد وبشكل فعال في التعرف على طريقة العلاج التي تتناسب مع المريض خلال فترة تلقيه العلاج.
موضوعات ذات صلة:
انواع المخدرات وطرق تعاطيها و كيفية علاج الادمان