في حقيقة الأمر الوصول إلى مرحلة التعافي لمرضي الفصام لا تتوقف علي المريض فحسب ودوره في رحلة العلاج ولا اختيار أفضل مصحة لعلاج الفصام، إلا أن دور الأسرة في علاج مريض الفصام كبير، ففي الوقت الذي يعاني فيه مريض الفصام وعزلته عن الواقع وغياب الاستبصار بمجريات الأمور من حوله.
وهي الصفة البارزة في مرضي الفصام الذهاني، وعدم القدرة علي أداء الأمور الحياتية الاعتيادية مع معاناته من العديد من الأعراض الناجمة عن الفصام، والتي بالطبع تعرقل مسيرة الفصامي عن أداء المهام الحياتية والمعاناة الشديد وإرهاقه فإن هذه الأمور بحاجة إلى دعم مناسب وقوي من قبل الأسرة في علاج الفصام.
اقرأ أيضا:
دور الأسرة في علاج مريض الفصام
تتسم حياة الفصامي بحالة من الفوضى مع غياب التركيز وعدم القدرة علي أداء أخف وأهون المهام حتى الأمور الشخصية يعجز الفصامي علي القيام بها، مع صعوبة القيام بالعلاقات الاجتماعية.
بل يكون هناك في أغلب الأحيان تشوش في العلاقة الاجتماعية لديه، مع الهلاوس والأوهام التي ترافقه سواء الهلاوس السمعية أو الهلوسة البصرية وغيرها من الهلاوس التي تصيب الحواس لدي الفصام والأعراض التي تصيب الفصامي لا تتسبب في التأثير علي المريض فحسب بل كل أفراد الأسرة والمجتمع من حوله بالطبع سيعاني من مرض الفصام.
أما عن دور الأسرة في علاج مريض الفصام نهائيًا فتتمثل فيما يلي:-
- تقبل المرض والمريض وعدم إخفاء الأمور أو النظر إلى مريض الذهان بأنه شخص مجنون كما في بعض المجتمعات التي تخفي فيها المريض تماماً عن الأعين، وهذا يتسبب في مزيد من العزلة وتفاقم الفصام بشكل كبير، لكن علينا عدم إخفاء الأمور بل الاعتراف بان هناك شخص في الأسرة يحتاج إلى العلاج من الفصام، حيث يظهر دور الأسرة في علاج مريض الفصام هنا بشكل جلي.
- عدم توجيه اللوم إلى المريض وأشعاره بالذنب فإن المرض ليس في يد أحد والشافي هو الله، وقد جعل الله لكل داء دواء إلا أنه علينا السعي من أجل علاج الفصام من خلال مختصي وخبراء علاج الاضطرابات النفسية والذهانية.
- علينا فهم المرض فإن هذا يساعد بشكل كبير في التعامل مع مريض الفصام بشكل صحيح، وفهم المرض والظروف التي يمر بها المريض والأعراض المصاحبة للمرض، وكيفية التعامل في حال ظهور أعراض جديدة للفصام أو تفاقم للأعراض التي يعاني منها أو غيرها من الصور الغريبة التي تظهر علي مريض الفصام.
- فيكيف يكون التعامل معها، وهذا ما سوف يكون التعرف عليه من خلال التعرف على مرض الفصام شيزوفرينيا، وهل ما يقوم به المريض من تصرفات بارداته أم أنها أمور خارجة عن إرادته بل هي في الأصل مزعجة له ويرغب في الحصول على الدعم والمساندة من المحيطين من أجل التخلص منها.
- العمل على تقليل التوتر في الأسرة لأن هذا الجو المشوب بالتوتر يؤدي إلى التأثير السلبي على الشخص الفصامي، ويؤثر على تعافي مريض الفصام فلا بد من العمل من قبل أفراد الأسرة على خلق جو مناسب للمريض والتخلص من حالة التوتر حتى لا يؤثر سلبي على مرضي الفصام.
- مساعدة الأسرة مريض الفصام في استغلال وقت الفراغ بصورة إيجابية مع عدم وجود الشخص المريض في حالة من الفراغ وعدم إشغال وقته وعمل حتى لو بعض الأنشطة اليومية التي تجعله يندمج في المجتمع.
- التشجيع بشكل دائم للمريض والابتعاد عن كافة صور الضغط عليه أو إيهامه أنه المسألة عن مرضه أو توجيه التوبيخ بأي من صور التوبيخ التي تعد من الأمور السلبية في التعامل مع مريض الفصام، ولذا يفضل أن يكون علاج الفصام من خلال مراكز علاج الفصام أو من خلال مصحة نفسية لعلاج الفصام حتى يصل المريض إلى مرحلة الاتزان النفسي والسلوكي للقدرة على العودة إلى الاندماج في المجتمع.
- في تعامل الأسرة مع مريض الفصام فعليها البعد عن التصرفات التي ينفر منها مريض الفصام فهذا سيؤخر من تقدم المريض في العلاج.
- اصطحاب المريض في المناسبات العائلية ومحاولة إخراجه من العزلة ومساعدته علي الاندماج في الحياة المجتمعية وعدم الخجل من وجود شخص فصامي في الأسرة.
- متابعة المريض في تناول الأدوية العلاجية في الوقت المحدد تجنبا لحدوث أي انتكاسات للفصام بسبب الإهمال في تناول الأدوية.
- التواصل مع المختصين في مستشفيات علاج الفصام والاضطرابات الذهانية ويفضل إلحاق المريض بأحد تلك المراكز العلاجية وبقاء المريض تحت الرعاية الطبية من خلال المختصين، وبهذا نكون قد تعرفنا على دور الأسرة في علاج مريض الفصام فاقد الأهلية.