بدأت تجربتي مع الكيتامين عندما كنت أتناوله من أجل علاج الاكتئاب والضغط النفسي، لكن كيف قمت بإدمان هذا الدواء؟ وإلى أي مدى كان تأثيره على أعضاء جسدي؟ وكيف تخلصت من إدمان هذا العقار؟ وكيف نجوت منه؟ سوف تجدون الإجابة عن تلك الأسئلة بشكل وافي من خلال هذا المقال الذي اتطرق فيه لذكر تجربتي مع الكيتامين بغرض التوعية والتحذير من أي مخدر حتى لو كان طبي لأن دائمًا وأبدًا هناك وجه آخر لأي عقار أو دواء لذا يجب الحرص.
تجربتي مع الكيتامين
أنا شاب من عائله مرموقة تخرجت من كلية الاقتصاد بتقدير جيد جداً، بعد ذلك قمت بالعمل في إحدى الشركات المشهورة ونظراً للمجهود الذي كنت أبذله في العمل تم ترقيتي بعد ثلاث سنوات، حيث عرض عليّ مدير الشركة العمل في أحد الفروع التابعة للشركة التي توجد خارج البلاد مقابل الحصول على راتب شهري كبير ومن ثم عرضت الفكرة على باقي أفراد أسرتي التي رحبت بالفكرة وبالفعل قمت بتحضير أوراقي والتجهيز للسفر.
ومن ثم سافرت إلى تلك البلد وبالطبع وجدت نفسي في مجتمع جديد وثقافة جديدة مع مرور الوقت بدأت أشعر بعدم القدرة على التأقلم على تلك الأجواء التي تعتبر غريبة عني إلى حد كبير وبدأت الوحدة والغربة تسيطر علي وبالطبع هذا كان له تأثير سلبي على انتاجيتي في العمل وبدأت أشعر بحالة من الاكتئاب، وأنني أسير في نفق مظلم وبدأت حياتي تسوء شيئا فشيئا.
لكنني لم استسلم إلى تلك الحالة حيث قمت بالذهاب إلى طبيب نفسي والذي قام على الفور بتشخيص حالتي وأخبرني أنني أعاني من اكتئاب شديد ووصف لي بعض الأدوية المضادة للاكتئاب من بين تلك الأدوية الكيتامين وقام بتحديد جرعة معينة لابد أن أتناولها وبالفعل قمت بالالتزام بالتعليمات في الأسبوع الأول.
لكنني أرغب في الحصول على علاج ذات مفعول سريع وللأسف قمت بعمل شيء خطير وكانت عواقبه وخيمة حيث قمت بتناول جرعة مضاعفة من الكيتامين دون الرجوع الى الطبيب لاعتقادي أنني بذلك سوف أتعافى بشكل سريع وبعد ذلك بدأت ألاحظ بعض الأعراض مثل الشعور بألم خلال التبول وعدم انتظام ضربات القلب وتشويش في الرؤية وعدم التركيز.
لم أخبر أهلي بما كنت أعاني منه، ولم اخبرهم عن تجربتي مع الكيتامين لكني اتجهت إلى مصحة لعلاج الإدمان حتى أتخلص من هذا العقار وبالفعل قمت بقضاء شهر داخل تلك المصحة خلال تلك المرحلة كنت أحتاج الى دعم معنوي ونفسي حتى أتخطى تلك الفترة وبدأ هذا المخدر ينسحب من جسمي شيئا فشيء حتى تخلصت منه بشكل نهائي وتعافيت وبعد ذلك تواصلت مع أهلي أخبرتهم بما حل بي.
فطلبوا مني الرجوع إلى أرض الوطن مرة أخرى، وبالفعل قمت بمغادرة البلاد واتجهت إلى بلدي الحبيبة حتى وجدت أهلي في انتظاري تلك كانت تجربتي مع الكيتامين.
تأثير الكيتامين على الجسم
يتعرض جسم الإنسان إلى بعض الأعراض عند تعاطي هذا العقار ومن بين تلك الأعراض ما يلي:
- شعور بالسعادة والاسترخاء في جميع أنحاء الجسم وينتج ذلك عن زيادة هرمون السعادة.
- من الممكن أن يتسبب هذا العقار في وقوع الشخص في الإدمان يرجع هذا لأن مراكز المخ تعتمد على هذا المخدر، ذلك ناتج عن إفراز النواقل العصبية التي تعمل على الشعور بالسعادة، ومن ثم يصبح الجسم غير قادر على التوقف عن تعاطي هذا الدواء وإلا سوف يتعرض إلى أعراض انسحابية مؤلمة وصعبة للغاية.
- هذا الدواء يخلق حالة من السعادة والاسترخاء وعندما ينتهي مفعوله يقل إنتاج النواقل العصبية المسؤولة عن إفراز تلك المشاعر، وبالتالي يشعر الشخص باكتئاب حاد وقد يتطور الأمر إلى التفكير في الانتحار.
- يتسبب هذا الدواء في انفصال المريض عن الواقع.
- يؤدي إلى الشعور بحرقة وألم أثناء التبول وهذا يرجع إلى ضعف المثانة.
- كما يتسبب هذا الدواء في حدوث ضعف في الذاكرة والتركيز.
- الكيتامين يؤدي إلى ضعف وهبوط في الجهاز العصبي ومن ثم يتسبب في حدوث ضيق التنفس.
- يتسبب في حدوث هلاوس سماعية وبصرية لأنه يؤدي إلى حدوث اضطراب في كيمياء المخ.
- تناول جرعة زائدة من هذا الدواء يتسبب في حدوث الوفاة بشكل مفاجئ نتيجة حدوث انخفاض حاد في ضغط الدم أو توقف عضلة القلب بشكل مفاجئ.
قد يهمك: تجربتي مع الكيتامين وطرق علاجه
علاج ادمان الكيتامين
في إطار الحديث عن تجربتي مع الكيتامين سوف نتحدث عن كيفية التخلص من هذا المخدر وذلك من خلال أحد مراكز الطب النفسي لعلاج الادمان:
- يقوم الطبيب في البداية بفحص المريض لمعرفة الأمراض الجسدية والنفسية التي تعرض لها المريض نتيجة تعاطي الكيتامين.
- بعد ذلك يتم سحب هذا العقار من الجسم، بالإضافة إلى الأعراض الانسحابية بدون ألم وذلك من خلال وضع برنامج علاجي.
- المرحلة الأخيرة وهي العلاج النفسي السلوكي يكون ذلك من خلال عمل جلسات علاج أسباب الإدمان، بالإضافة إلى التخلص من السلوكيات الشاذة التي ترتبط بتناول هذا العقار، بالإضافة إلى علاج الأمراض النفسية التي يعاني منها شخص نتيجة تناول الكيتامين.
