أثر المخدرات على الجهاز العصبي المركزي , حيث يُعد الإدمان على المخدرات أحد الظواهر السلبية السيئة التي شاعت في جميع المجتمعات، فلا يكاد يخلو مجتمع من إنتشار المخدرات حتى المجتمعات الإسلامية وأشهرها السعودية, فقد إنتشر مخدر الكبتاجون في السعودية حتى صارت أكثر دول العالم التي تستورد تلك الحبوب المنشطة.
وأكثر متعاطي الحبوب المخدرة هم الشباب، والمراهقين بل والفتيات، بالاضافة الي إنتشار الحشيش في السعودية وغيرها من المخدرات التي إبتُليت بها المملكة,كما إنتشرت الخمور بشكل مروع ويكأنها غير محرمة بنص صريح، حتى جاء من ينادي بتقنين شرب الخمور وأنها مشروبات روحية.
وفي حقيقة الأمر مشكلة الإدمان مشكلة صحية خطيرة تصيب جميع طبقات المجتمع والمشكلة الكبري أن أكثر متعاطي المخدرات من الشباب والمراهقين وهم الصيد الأسهل لمروجي المخدرات,ومشكلة الإدمان لا يقع ضررها على المتعاطي فحسب بل إن الجميع يعاني من إنتشار تلك السموم؛ فتتشرد الأسرة، وتهلك المجتمعات والشعوب بسبب تفشي تلك السموم، وتؤثر المخدرات والكحوليات على المتعاطي والأسرة والمجتمع بشكل عام.
وفي حقيقة الأمر علاج إدمان المخدرات أمر صعب والطريق إلى التعافي ليس طريقاً وردياً بالإضافة إلى تكلفة علاج الإدمان وإرتفاع أسعار مصحات علاج الإدمان في العديد من دول العالم حتى علاج الإدمان في مصر يواجه العديد من المشاكل,وهكذا إجتمع بهذه المشكلة الصحية من الصفات السيئة ما لم يجتمع بأي مشكلة صحية أخرى تصيب البشر.
خطورة المخدرات على الدماغ
في اطار الحدبث عن أثر المخدرات على الجهاز العصبي المركزي يجب أن نوضح خطورة المخدرات علي الدماغ, حيث تؤثر المواد المخدرة والمسببة للإدمان على أدمغة الأشخاص وأجسامهم وذلك من خلال التأثير على الناقلات العصبية التي توجد في الدماغ؛ مما يَنتُج عن ذلك العديد من الأثار السلبية والتي تؤثر على أمزجة الأشخاص وتفكيرهم وسلوكياتهم,بالإضافة إلى الطريقة التي يتعامل بها الأشخاص في المجتمع ويتفاعلوا بها في محيط الحياة ورؤية من حولهم ومن هنا يبدو مدمني المخدرات غريبوا الاطوار .
فهناك أكثر من ربع مليار شخص حول العالم يتعاطي المخدرات، وفي الواقع صرف الناس على المؤثرات العقلية بخلاف إدمان الكحول والإدمان على التدخين والسجائر أكثر مما تصرف العديد من دول العالم على التعليم,ويُعد الحشيش أكثر المخدرات إنتشارًا، والهروين أكثرها تسببا للأمراض والموت.
وزاد الأمور سوءاً حين تم تصنيع العديد من أنواع المخدرات المدمرة التي تتسبب في الموت المحقق وهي الشبو أو ما يعرف بالكريستال ميث، والإدمان على الفودو أو ما يعرف بالإستروكس أخطر أنواع المخدرات بحسب خبراء الطب النفسي وعلاج الإدمان.
وتؤثر المواد المخدرة على أغلبية مناطق الدماغ والتي تتحكم بالتفكير المنطقي والتذكر والسلوك والعواطف والحكم على الأشياء بشكل صحيح؛ لذا فإن المواد المخدرة تؤدي إلى حدوث خلل في السلوك والتفكير بالإضافة إلى مشاكل في الصحة النفسية والجسدية.
ولذا نؤكد أن الإدمان سلوكيات وليس مخدرات فحسب، ومتعاطي تلك السموم والمواد المخدرة تتأثر وظائف أدمغتهم بشكل سلبي بدرجة كبيرة ما يجعل المتعاطي مُعطَل من الناحية العقلية والسلوكية.
مقالات ذات صلة
التأثيرات السلبية لأشهر المؤثرات العقلية والمواد المخدرة الشائعة بين المدمنين
أولاً الحشيش :-
وهو من أكثر المؤثرات العقلية انتشاراً إذ ينتشر الحشيش بصورة مدوية بين الشباب والمراهقين بشكل خاص، بل وينتشر الحشيش بين النساء، وهو أولي محطات التعاطي لدي كثير من الأشخاص وعند تعاطيه يؤثر على قدرة المتعاطي على التوازن ويتسبب في حدوث إضطراب في الحركة، وتعكر في الحالة المزاجية للأشخاص، بالإضافة إلى حدوث إضطراب في الذاكرة وخلل في إدراك الوقت والزمن.
وقد تدوم تلك الإضطرابات النفسية والمشاكل التي تتسبب فيها المخدرات مدي الحياة لأنها تؤدي إلى حدوث ضرر في الدماغ والذي لا يُشفي.
ومن أشهر الأمراض الذهنية والنفسية التي تنجم عن تعاطي الحشيش الإصابة بالفصام الذهاني مع ظهور الهلاوس السمعية والبصرية الكاذبة مع وجود إضطرابات في السلوك خاصة عند اولئك الذين لديهم تاريخ مرضي في عائلاتهم.
الحشيش الصناعي السبايس
والسبايس على الرغم من أنه من المخدرات الصناعية التي تتم في المعامل من خلال البشر وليس مخدر طبيعي فهو من أخطر المخدرات الصناعية وهو يشبه مخدر الجوكر أشهر المخدرات في الأردن.
وقد نال السبايس على إعجاب المدمنين لأنه يؤثر بنفس الطريقة التي يؤثر بها الحشيش الطبيعي أو الماريجوانا ولكن مفعوله أشد بكثير من الحشيش الطبيعي.
لكن ما يزيد من خطورة تلك المواد أن مكونات السبايس يدخل فيها العديد من المواد السامة مجهولة المصدر ولذا فهناك العديد من حالات الوفيات بسبب تعاطي تلك السموم المدمرة.
الكوكائين والأمفيتامين
وهذه المواد تؤدي الي حدوث الإدمان بسرعة فقد يدخل الشخص في الإدمان على تلك المواد من أول جرعة أو جرعتين من التعاطي؛ فعند تعاطيها يحدث زيادة مؤقتة في نشاط الدماغ والوعي لدي الأشخاص بالإضافة إلى النشاط البدني مع زيادة في معدل ضغط الدم وقلة الشهية.
كما أن الأمفيتامينات تؤدي إلى شعور المتعاطي بالهلاوس والضلالات والأفكار الغير منطقية وتستمر تلك الأعراض لعدة ساعات، إلا أن عند زوال مفعول الأمفيتامينات فإن الشخص يصاب بالإحباط والخمول والإكتئاب.
ومن المعهود عن تلك المواد أنها طريق إلى الإصابة بالأمراض والإضطرابات النفسية والذهانية التي تنجم عن التعاطي، ولا تتمثل الأمفيتامينات في الكوكايين فحسب بل لم يُعد الأشهر في ظل إنتشار العديد من المواد المنشطة من الشبو أو ما يُعرف بالكريستال ميث وهو من أخطر أنواع المخدرات وهو معروف بالأيس وقد بدأ في الإنتشار في مصر ودق ناقوس الخطر كثيراً.
ففي حقيقة الأمر الشبو أو الأيس القاتل الصامت طريق إلى الموت والجنون المحقق، ونؤكد أن تعاطي هذه المواد يؤدي إلى الإصابة بالفصام العقلي أشهر الإضطرابات الذهانية مع إصابة الأشخاص بالعديد من الأمراض الذهانية الأخرى والتي تتمثل في الهلاوس بأشكالها المختلفة كالهلاوس السمعية، البصرية، هلاوس اللمس، الهلاوس الشمية والأوهام.
كما يفقد المتعاطي إستبصاره بالواقع ويصبح غير مُدرك للإمر، وفي حقيقة الأمر فقد الإتصال بالواقع قد يجعله يتصرف تصرفات خطيرة؛ إذ أنه لا يدرك عواقب هذه الأفعال والتصرفات التي يقوم بها.
الهروين والأفيونات
تُعد الأفيونات وأشهرها الهيروين من أكثر المؤثرات العقلية تسببًا بالموت بين المتعاطين، بالإضافة إلى أن تلك المواد تتسبب في الإدمان بسرعة وتعمل على تثبط الدماغ، وعند تعاطيها يقل الإحساس بالألم كما تقل حرارة الجسم ويحدث خلل في معدل ضربات القلب ومشاكل في ضغط الدم وإضطربات في الجهاز التنفسي وغيرها من المشاكل الصحية سواء الصحة النفسية أو الصحة الجسدية بسبب تعاطي تلك السموم المدمرة.
ومع الإستعمال المزمن والإفراط في تعاطي الأفيونات فإنها تؤثر على قدرة المتعاطي على تحمل الضغط النفسي وفشله في السيطرة على العواطف، مع عدم القدرة على إتخاذ القرارات مع دخول الأشخاص في مشاكل نفسية وعصيبة وتحول الشخص إلى مريض تشخيص مزدوج.
وأشهر الأمراض النفسية الناجمة عن الأفيونات هي الهلاوس والضلالات مع الإصابة بمرض الفصام الذهاني الخطير وحينها فإن الشخص يكون بحاجة ماسة إلى الإلتحاق بمراكز علاج الإدمان والمصحات العلاجية المختصة.
المهدئات
وتنقسم المهدئات إلى المهدئات الكبري والمهدئات الصغرى، وهي مؤثرات عقليه شائعة الإنتشار في المجتمع وتنتشر بين الناس بشكل شائع؛ لأنها كثيراً ما يتم وصفها من خلال الأطباء بشكل مؤقت في علاج العديد من الإضطرابات مثل القلق والتوتر وعلاج إضطرابات النوم والأرق.
لذا عند تعاطي المهدئات فإنها تؤدي إلى حدوث تثبط في وظائف الدماغ إذ ينتج عنه هبوط بالحركة ودقات القلب ومشاكل في التنفس والشعور بحالة من الخدر.
وفي حقيقة الأمر تسبب حالة من التحمل وزيادة الجرعات لأن مفعولها يقل مع مرور فمع تكرار التعاطي يضطر الشخص المتعاطي إلى زيادة الجرعة من أجل الحصول على التأثير المطلوب.
فحين يتم تعاطي أي صنف من المؤثرات العقلية فإنه سيؤدي عاجلاً أو آجلاً إلى حالة من الإدمان، وهنا تبدأ رحلة المعاناة من تعاطي المادة بجرعات عالية وتأثيراتها السلبية على الحالة الصحية للأشخاص مع التأثير على الدماغ والحالة النفسية والعلاقات الاجتماعية وجميع مناحي الحياة.
بالإضافة إلى الجرائم التي قد تتسبب فيها تلك السموم بسبب الحصول علىها وتدبير الأموال اللازمة للحصول على جرعة المخدرات، والتبعات القانونية الناجمة عن التعاطي.
لذا فإن أفضل طرق علاج الإدمان هو طريق الوقاية والحكمة، وهو تجنب الخوض في تجربة التعاطي منذ البداية والإبتعاد عن عالم الإدمان؛ لأن عالم التعاطي هو دقائق من اللذة يعقبها عالم من الألم والضيق والحسرة وخسارة الكثير، بالإضافة إلى أن علاج الإدمان صعب ومكلف وكثير من الأشخاص يقعوا في فخ الإنتكاس ولذا فعلينا أن نبتعد عن هذا الطريق.