لماذا نحب التقبيل
يعد التقبيل من أقدم الممارسات البشرية التي قد عرفها التاريخ , ومدونة عند السوميريون والهنود والإغريق وكذلك الأمر لدي قدماء المصريين والفرس , ولكنها قد اندثرت بشكل كبير مع انتشار المسيحية ولكنها قد عادت مرة آخري في القرن الحادي عشر مع روايات شكسبير , وفي واقع الأمر التقبيل من العادات التي حث عليها الاسلام ولكنه التقبيل الشرعي لو صح التعبير حتي لا يكون الكلام ذريعة , فالنبي صلي الله عليه وسلم لما رأي رجل لا يقبل أولاده قال أن هذا جفاء وقسوة أو كما ورد عن سيد الناس محمد صلي الله عليه وسلم , فالتقبيل من الأمور التي تزيد العلاقة بين الاهل من جهة , ولا شك أن التقبيل والتقرب من الزوجة مأجورين عليه وتقبيل الأبناء كلها من الأمور التي تزيد من الألفة وخلق حالة من السعادة في المنزل .
كشفت دراسة جديدة أن نصف ثقافات البشر لا تتضمن ممارسة القبلات الرومانسية بالفم وأن الحيوانات لا تعبأ كذلك الأمر بتلك الأنواع من القبلات فكيف تطورت تلك الممارسة حتي وصلت إلي ما هي عليه الأن , فحين تتمعن في التفكير في المسألة ستعلم بأن التقبيل من الأمور الغريبة ومقزز بعض الشيء حيث أنك تشارك اللعاب مع شخص ما وأحياناً يكون فترة طويلة من الزمن , وممكن لقبلة واحدة أن تنقل ملايين الأنواع من البكتيريا وليس كلها حميدة .
مع ذلك فكل منا بالتأكيد يتذكر القبلة الأولي وما تنطوي عليه من تفاصيل مبهجة أو محرجة كانت وما زال تبادل القبلات له دور كبير في الحياة الزوجية ويزيد من الرومانسية بين الزوجين بشكل كبير , وهذا ما تفعله علي الأقل في المجتمعات ,لكن الناس في المجتمعات الغربية ربما يرفضون أن تبادل القبلات سلوك بشري عام , بيد أن هناك تحليلاً يشير إلي أن أقل من نصف ثقافات العالم تتضمن ذلك السلوك وفي المقابل فإن التقبيل من الأمور النادرة جداً في عالم الحيوان .
ومن هنا دعنا نتسائل ما هو السر وراء تلك القبلات وإن كان مفيداً فلما لا تقدم عليه جميع الحيوانات وجميع بني البشر كذلك , وقد تبين بأن جميع الحيوانات لا تتبادل القبلات في تفسير سبب الاقبال للأخر عليها .
ما هو سر الجاذبية للتقبيل ؟ هل هو أمر غريزي أم نتعلمه من الآخرين ؟
في باديء الأمر تبدو لدي أسلافنا حيث كانوا يمضغون الطعام ويضعونه في أفواه الصغار فربما كانت هناك روابط بين سعادتنا حين حضور الطعام وبين التقبيل , أما عن الأطفال الرضع فإن الرضاعة ليس مجرد وسيلة غذائية بل هي أمر هام من أجل العمل علي توطيد العلاقة بين الطفل وبين أمه , فقد يكون التقبيل هو محاكاة لما يقوم به العقل الباطن لاسترجاع تلك الذكريات السعيدة حين التقام الثدي للرضاعة .
وهناك سبب أخر يجعلنا نفكر بأنه من الأمور المكتسبة حيث أن بعض الثقافات القديمة لم تقم بتفعيل التقبيل وحتي اليوم هناك بعض البشر لا يرغبون في التقبيل كنوع من ممارسة الحب .
بل إن الأمر لا يقتصر علي مجرد رابطة الأم مع الطفل فحسب , كما أشرنا من قبل , بل إن هناك أدلة تشير إلي أن التقبيل أو مجرد الشم خاصة لدي النساء يساعدهن علي اختيار شريك الحياة مناسب بيولوجياً , والدراسة وجدت بأن النساء يقمن باختيار رجال لا يسببون تفاعل مناعي بفعل بعض المركبات في الجسم .
مراحل الحزن الخمسة لعلاج الادمان
لماذا يفضل الرجال التقبيل ؟
من المعلومات الأخري التي يجدر الاشارة إليها أن الرجال يحبون التقبيل قبل الممارسة الجنسية حيث الغرض منها زيادة الاثارة الجنسية أما عن النساء فيميلون إلي التقبيل قبل الممارسة الجنسية حيث الغرض منها العمل علي توطيد العلاقة الجنسية .
قد تكون الهرمونات التي يقوم الدماغ بافرازها أثناء التقبيل تختلف عن مدار العلاقة بين شخصين ففي بداية العلاقة يتم افراز الدوبامين , والذي يخلق احساس الحب الجديد مع زيادة الاثارة والشوق بينما تقبيل الشريك في تلك العلاقة الحميمة والذي مر وقت كبير بينكما يثير افراز الأوكسيتوسين والهام من أجل توطيد العلاقات طويلة الأمد .
دراسات حول التقبيل ؟
حديثنا حول موضوع لماذا نحب التقبيل فمن هنا سوف نتطرق إلي تلك الدراسات , وطبق دراسة جديدة لأفضليات التقبيل والتي بحث عن 168 ثقافة مختلفة من ثقافات العالم فقد تبين بأن هناك 46% فقط من تلك الثقافات تمارس عادة التقبيل بالمفهوم الرومانسي وقد كانت تقديرات سابقة وصلت إلي أن هناك 90% تلك التي تمارس التقبيل بمفهوم رومانسي , وقد استبعدت الدراسة الجديدة تقبيل الأباء لأبنائهم وقد ركزت الدراسة علي التقبيل بالفم للفم من الناحية الرومانسية للزوجات .
الكثير من المجتمعات لم تظهر بينها أي أدلة تذكر للتقبيل أو مجرد الرغبة في ذلك بل إن بعضها تري بأن موضوع التقبيل في حد ذاته مقزز , ويقال بأن قبيلة في البرازيل تري بأن القبلات هي شيء بذيء .
وفي بعض المجتمعات التي تعيش علي الصيد وهي الأقرب إلي البشر المحدثين من حيث أنها تعيش نمط الحياة التي كان يعيشها الأسلاف فأن الأسلاف بالتبعية لم يكونوا يتبادلون القبلات كذلك الأمر .
يقول وليام يانكوفياك من جامعة نيفادا في لاس فيغاس ورئيس مجموعة البحث بأن تلك الدراسة غيرت المفهوم السائد بأن التقبيل سلوك بشري شبه عام وقلبته رأساً علي عقب,ولكن من الناحية الاسلامية فما في تقبيل الزوجة فإن هذا الأمر يرغب من القرب ويزيد من المحبة حينها سيكون أمراً مستحباً ولن يكون رأي دراسة مغيراً لما يزيد من الألفة والمحبة بين الزوجين .
مصادر