في اليوم العالمي لمنع الانتحار علينا أن نعلم أن الانتحار مشكلة كبيرة لطالما واجهت البشرية منذ الأزل, ومع زيادة الشعوب وتغير الظروف من مجتمع لآخر بدأت الزيادة في هذه الكارثة ووجب على شعوب العالم الاتحاد معا مكافحتها بل والقضاء عليها إن أمكن ذلك, ولا ريب أن علي المصحات النفسية ومراكز الطب النفسي دور كبير في نشر الوعي حول اليوم العالمي لمنع الانتحار لحماية الأشخاص من قتل النفس الذي هو بالطبع كبيرة من كبائر الذنوب التي يستحق فاعلها العقاب , كما أن قتل النفس ما كان حلاً أبداً .
اليوم العالمي لمنع الانتحار
اليوم العالمي لمنع الانتحار تقرر في 10 سبتمبر 2003م من خلال الرابطة الدولية لمنع الانتحار بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية بعد أن بلغ عدد المنتحرين سنويا 720000 شخص عالميا من مختلف الأعمار. كما أن 73% من حالات الانتحار تحدث في البلاد المنخفضة والمتوسطة الدخل.
وقد تقرر الاحتفال به عالميا من أجل نشر الوعي ومخاطر الإقدام على الانتحار وطرح المبادرات المتعددة عالميا من قبل منظمة الصحة العالمية وحكومات الشعوب باختلافها لمساعدة الناس ماديا ومعنويا حتى نعيش في عالم بلا انتحار.
وقد صنف الانتحار في عام 2021 على أنه ثالث أهم سبب للوفاه لمن هم في عمر 15 إلى 29 عالميا, ولأنه لا يؤثر على الأشخاص وحدهم بل يؤثر على عائلاتهم ومجتمعاتهم وبلادهم لهذا تقرر على شعوب العالم مواهجته والبحث في أسبابه لمعرفة كيفية مكافحة تغذيه على الأشخاص ومعالجة هذه الأسباب من ناحية أخرى.
مواضيع ذات صلة
أسباب انتشار الانتحار في المجتمعات
.أسباب اجتماعية وبيئية:-
الأسباب البيئية هي أكثر أسباب انتشار الانتحار عالميا فكما ذكرنا سابقا أن الوضع الاقتصادي الصعب و أن الناس في البيئات ذات الدخل المتوسط والدخل المنخفض يكونون أكثر عرضة للانتحار. وينتشر الانتحار أيضا في حالة انتشار البطالة والحروب والكوارث الطبيعية والبيئات الأقل رفاهية وغيرها.
أما الأسباب الاجتماعية فهي لا تقل أهمية عن الأسباب البيئية بل أنها قد تكون الأكبر تأثيرا على الشخص المنتحر. حيث أن التجارب المؤلمة و العزلة الاجتماعية الشديدة وفقدان العمل والدوائق المادية أو خسارة شخص عزيز أو التعرض لموقف مؤلم يفوق تحمل الشخص وكذلك تعرض الاشخاص للعنف الأسري والتفرقة الشديدة بين الأبناء أو انفصال أحد الآباء أو التمييز العنصري في المجتمع في أغلب الأحوال يؤدي للانتحار, وكذلك انتشار إدمان المخدرات مع عدم وجود مال كافي لشرائها قد يؤدي للانتحار.
وصمة العار التي تلاحق الشخص المكتئب أو المقبل على الانتحار قد تكون من أكبر أسباب دفعه للانتحار أيضا إذ أن الشخص المقبل على الانتحار يكون لديه شعور كبير بالذنب والخزي تجاه تفكيره في الانتحار فيجعله هذا يقدم على الأمر دون التحدث.
الضغوط الدراسية الشديدة على الطلبة وكذلك ضغوط العمل قد تؤدي للانتحار.انتشار التحرش في المجتمع وإجبار البنات على الزواج وكذلك الاغتصاب دون وجود العقوبة الملائمة للجاني قد يدفع الشخص للتفكير في الانتحار.
.أسباب ثقافية:-
الأسباب الثقافية الرئيسة التي تؤدي للانتحار هي الشعور بالعزلة وغياب الأمان وشعور عدم القبول من الآخرين.
كما أن غياب الوازع الديني يؤدي إلى عدم الشعور بالأمان وبالتالي قد يتولد لدى الشخص أفكار انتحارية, ومن المفاجئ أن الأديان باختلافها تولد لدى الشخص حالة من الشعور بالأمان لوجود إله قادر سيتدخل لحل المشكلة أو أن الإله يسمع ويرى وهكذا يلقي الشخص بأفكاره الانتحارية عند خالقه فيتخلص منها بعض الشيء.
.أسباب نفسية:-
في أغلب الأحيان تكون الأمراض النفسية والعجز أمامها سواء القدرة على معالجتها أو التكيف معها سببا للانتحار ومن هذه الأمراض :
-الاكتئاب
-الهوس الاكتئابي
-الفصام بأنواعه
-تعاطي المخدرات والإدمان عليها
. أسباب بيولوجية:-
قد يدهشك هذا لكن كل شخص لديه ما يزيد عن 20 ألف زوج من الجينات. وقد وجد الباحثون أن هناك أربع جينات هي الأكثر انتشارا في الأشخاص الذين لديهم أفكار انتحارية, وهذه الجينات هي ESR1 وDRD2 وDCC وTRAF3
وهذه الأربع جينات التي تكون عادة لدى الأشخاص الذين يعانون من أفكار انتحارية مرتبطة لدى الأشخاص الذين يعانون من حالات نفسية سابقة مثل : اضطراب ما بعد الصدمة والاكتئاب والفصام والذهان.
والمرض عموما قد يؤدي إلى الانتحار في بعض الأحيان فالمرضى الفاقدين للأمل في العلاج والذين لا يملكون علاجا لأمراضهم قد يلجئون للانتحار اعتقادا منهم أنه حل لخلاصهم.
كيف نحمي أولادنا وأنفسنا من الانتحار
علينا أن نعلم بداية أن الانتحار برغم كونه أمرا خطيرا إلا أننا يمكن أن نتعامل معه وأن نقلل مخاطره بل أن نحد منه على الاطلاق وإليك طرق لتنفيذ ذلك:
فقبل أن نمنع الانتحار يجب أن نمنع الوصول إلى وسائل الانتحار كافة كالأسلحة النارية والأدوية وبعض الأدوية التي يستخدمها الأشخاص عادة في الانتحار والمواد السامة. أما الأشخاص الذين يفكرون جديا في الانتحار علينا أن نأخذهم إلى خدمات الطوارئ فورا ومنع وصولهم إلى أي مواد انتحارية في محيطهم.
في اليوم العالمي للانتحار بالنسبة للأطفال والمراهقين فيجب مراقبتهم دائما لمعرفة إذا كان لديهم أي أفكار انتحارية, فإذا لوحظ أنهم لديهم أي سلوك انتحاري فيجب على الآباء ألا يفارقوهم بداية ثم بعد ذلك عرضهم على متخصص. كما يجب على الآباء أن يكونوا أكثر تفاؤلا وترابطا مع أبنائهم حتى يقللوا أي شعور بالخزي أو الذنب في داخل الطفل أو المراهق الذي لديه أفكار انتحارية. يجب أن نتابع نشاطهم على وسائل التواصل الاجتماعي ونتحدث معهم عن الانتحار -حتى وإن لم يكن لديهم أي أفكار انتحارية- وعن أنه مشكلة قابلة للحل ولها مخاطر ويجب أن يعلموا بتوفر المساعدة متى احتاجوا إليها.7 نصائح لأهل المدمن
أما بالنسبة للأشخاص الذين يفكرون في الانتحار ففي اليوم العالمي لمنع الانتحار نود إخباركم أن الأفكار ليست عارا وأنكم يمكنكم التحدث وحل المشكلة قبل أن تتفاقم وإليكم بعض الطرق لمساعدتكم:
المشاعر الانتحارية غالبا تكون مؤقتة ولكن إذا كانت هذه الأفكار والمشاعر دائمة فيجب عليك أن تبوح بها وإن لم يفهم الأهل والأصدقاء مشاعرك فيمكنك أن تعرض نفسك على متخصص أو أن تبحث بنفسك عن صديق أو أحد يمكنه السماع وتقديم الدعم متى احتجت إليه.
إذا كان سبب الأفكار هذه مرض نفسي كالإكتئاب أو الإدمان فيجب أن تتابع مع طبيبك لأخذ الدواء المناسب بجرعات مناسبة أيضا.
يجب أن تعلم أن هناك رقم طوارئ للأشخاص المقبلين على الانتحار ويحتاجون مساعدة فعلية وهو 0220816831أو رقم 08008880700 كما أنه يوجد معالجين نفسيين على وسائل التواصل الاجتماعي منهم المجاني والمدفوع أيضا بإمكانهم مساعدتك.
خاتمة عن الموضوع
في اليوم العالمي لمنع الانتحار كان لزاما علينا أن نعمل علي نشر الوعي حول أفكار الانتحار وطرق الوقاية , فمتى التزمنا بأمور الوقاية منه وعالجنا الأسباب المؤدية إليه كما أن الجانب الديني عامل مهم لمواجهة الانتحار ومتابعة المبادرات العالمية للحد منه أمر مهم أيضا وعلى الأشخاص في كل المجتمعات أن يعملوا معا من أجل عالم بلا انتحار.