إن الحرص على إنشاء مصحات نفسية في الجزائر دليل على أن الصحة النفسية بالجزائر خلال الآونة الأخيرة باتت من مهام مختصي الصحة العمومية، نتيجة للارتفاع المُبالغ فيه في عدد المصابين بالأمراض النفسية والاضطرابات العقلية، والاضطرابات السلوكية التي تصادفنا في الحياة اليومية في المجتمع الذي نعيش فيه، ناهيك عن ارتفاع معدل انتشار تعاطي وإدمان وتجارة المواد المخدرة في المجتمع الجزائري، والذي يكون أحد الأسباب الرئيسية لانتشار الفوضى والأمراض وكافة أنواع العمليات الإجرامية.
كما أن هناك من يعتقد أن دخول أي مصحات نفسية في الجزائر سواء كانت لنية الاستشارة أو العلاج، ما هو إلا دليل للإصابة بالاختلال العقلي أو الإصابة بالجنون، كما يفقدون القدرة على التمييز ما بين الأمراض العقلية، والعلل النفسية والجوانب الروحية في الطب النفسي.
كل هذه من أسباب تدهور الطب النفسي وتأخره في أي دولة، لذا يحمل هذا الموضوع في طياته أبرز ما يدور حول ظاهرة انتشار تعاطي المخدرات والإدمان في الجزائر، و ما هي اكثر الامراض النفسية انتشارا؟ و ما هو اخطر مرض نفسي في العالم؟ و هل يوجد طبيب نفسي في الجزائر؟ وكيف تختار مصحات نفسية في الجزائر تلبي كافة احتياجاتك، فتابع معنا..
حول ظاهرة انتشار المخدرات في الجزائر
لكي نتفهم جيدًا السبب حول زيادة الطلب لإنشاء مصحات نفسية في الجزائر، نتحدث عن ظاهرة انتشار المخدرات، حيث باتت الجزائر في السنوات الأخيرة من المجتمعات التي زاد الانتشار الواسع للمخدرات بين أرجائها، نتيجة للأزمات المختلفة التي تعرضت لها الدولة في هذه الفترة.
كما أنه تُبين الإحصاءات السنوية للمصالح المعنية بمراقبة المخدرات في الجزائر، أن كمية المخدرات التي يُمنع دخولها ويتم حجزها في ازدياد مُستمر، ما يدل على زيادة عدد المُدمنين داخل المجتمع الجزائري.
تتميز الجزائر بأن 70% من سكانها يقل سنهم عن 30 عام أي الفئة المُنتجة للمجتمع، وهم الفئة الأكثر استهدافًا للدخول في عالم تعاطي المخدرات والإدمان، ناهيك عن أن الجزائر لم تعد منطقة لعبور المخدرات من قبل المروجين لها وتجارتها من مختلف أنحاء العالم، بل أصبحت من أكثر المناطق المُستهلكة للمخدرات بكافة أنواعها.
لذا وُجد أنه من المهم اتخاذ كافة التدابير والاستراتيجيات التي تهدف إلى الوقاية من تجارة المخدرات غير المشروعة، وبالفعل قد تجسدت جهود المجتمع الجزائري في مكافحة المخدرات عام 2002 في تنصيب هيئة وطنية تابعة لمصالح الرئيس، حيث تمثلت في الديوان الوطني لمكافحة المخدرات وإدمانها.
هل تُقدم خدمات الطب النفسي في الجزائر على أكمل وجه؟
لا يمكن إنكار الجهود المبذولة داخل المجتمع الجزائري لمحاربة الإدمان ومساعدة كافة المرضى النفسيين، ولكن كان للاحتلال الاستعماري الفرنسي على الجزائر من عام 1830- 1962 تأثيرا سلبيا عميقا على تطور الطب النفسي من كلتا الناحيتين الهيكلية والأيديولوجية.
فعلي الرغم من إطلاق خطة واسعة النطاق لإنشاء أماكن نفسية في حقبة الاستعمار الفرنسي، إذ تم افتتاح أقسام الطب النفسي في المستشفيات العامة، وبدأ بناء مصحات نفسية في الجزائر مخصصة للحالات التي تتطلب إقامة داخلية لتلقي العلاج، قد رحل بشكل مُفاجئ وسريع جميع الأطباء النفسيين والممرضات الفرنسيين في عام 1962، تاركين المستشفيات خالية من الموارد البشرية التي تلبي احتياجات المرضى المقيمين داخل المستشفيات وخارجها.
مما لا جدال فيه أن وزارة الصحة في الجزائر هي المسؤولة عن التخطيط ومراقبة كافة الخدمات الصحية بطريقة بيروقراطية ومركزية للغاية، إذا يتم تمويل المستشفيات من قبل كل من وزارة الصحة وشركات التأمين الوطنية العامة.
كما توفر الدولة الرعاية النفسية بشكل مجاني، ولا توجد مصحات نفسية في الجزائر تخصصية، ومع تدهور الأحوال في الاستعمار الفرنسي وتدافع كميات المواد المخدرة داخل المجتمع تدهور الاقتصاد والتعليم والطب، وقد ترتب على ذلك غياب الخبرة في التعامل وعلاج الأمراض النفسية والإدمان، وفي ضوء ما سبق ربما تتساءل الآن هل يوجد طبيب نفسي في الجزائر؟ وهذا سيتم توضيحه الآن خلال الفقرة القادمة..
قد يهمك الاطلاع أيضًا على: مراكز الطب النفسي في الجزائر
هل يوجد طبيب نفسي في الجزائر؟
نعم هناك أكثر من طبيب نفسي في الجزائر من الجنسين، ولكن ماذا يُجدي بوجود الأطباء النفسيين مع غياب الخبرة؟؟ إن الخبرة من الركائز الأساسية والمهمة في عالم الطب النفسي، فمن خلال الخبرة التي يمتلكها الطبيب النفسي يمكنه بسهولة التعامل مع أي مريض نفسي أو عقلي، ويتمكن من تشخيص حالته وتحديد البروتوكول العلاجي المناسب لحالته، وهذا يوفر على المريض طول مدة العلاج ويحميه من الانتكاسات والتعرض للصعوبات والمعوقات خلال فترة العلاج.
لذا يمكن القول بأن أي مصحات نفسية في الجزائر نادرًا ما تتضمن طبيب نفسي جزائري يحمل الخبرة الكافية لمساعدة المدمن على التعافي دون التعرض لأي انتكاسات أو معوقات نفسية وجسدية، ناهيك عن صعوبة إيجاد طبيب نفساني للاطفال في الجزائر، من المؤكد أن يدور في ذهنك الآن سؤال مهم وهو ما الحاجة إلى طبيب نفسي للأطفال هل هم معرضون للإصابة باضطرابات نفسية مثل الكبار؟
في سياق التعرف على مصحات نفسية في الجزائر أقرأ أيضًا عن: رقم أفضل دكتور لعلاج الادمان و5 معايير لاختيارك الصحيح لدكتور علاج الإدمان
ما أهمية توفير طبيب نفساني للاطفال في الجزائر؟
تخصص الطب النفسي للأطفال من التخصصات المطلوبة والمهمة في مهنة طب الأطفال، لأنه من الشائع بين الأطفال حاجتهم إلى تعديل سلوك والتخلص من أي اضطراب نفسي أو عقلي يُصاب به في مرحلة النمو، والذي كثيرًا ما يكون سببه هو التدخل الوراثي، أو التعرض لصدمة.
فمن أبرز الحالات التي تتطلب طبيب نفسي لللاطفال داخل أي مصحات نفسية في الجزائر أو مراكز علاجية أخرى هي:
- شكوى الطفل من مشاهدة كوابيس مزعجة تسبب له الأرق واضطراب في النوم.
- فقدان القدرة على التركيز وتشتت الانتباه.
- ميل الطفل إلى العزلة وهروبه من التجمعات ورهبته للخروج إلى المجتمع.
- اضطراب الطعام دون سبب طبي واضح.
- ظهور علامات وأعراض فرط الحركة.
- تمادي الطفل في صدور سلوكيات سيئة ومزعجة وغير تربوية، بجانب عدم الاستجابة لأي نصائح أو إرشادات من الوالدين والمدرسين بالمدرسة.
ما هي اكثر الامراض النفسية انتشارا؟
أبرز الأمراض النفسية انتشارًا تتمثل فيما يلي:
- اضطرابات القلق.
- اضطراب ثنائي القطب.
- الاكتئاب.
- الانفصام.
- اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.
- اضطراب ما بعد الصدمة.
- الفصام.
- اضطراب الوسواس القهري.
- اضطرابات الأكل.
- اضطراب تعاطي المخدرات والإدمان.
في سياق التعرف على مصحات نفسية في الجزائر قد يهمك التعرف على: أكثر الأمراض النفسية عند النساء
ما هو اخطر مرض نفسي في العالم؟
جميع الاضطرابات النفسية سالفة الذكر أعلاه، عند إهمال علاجها والتحكم في أعراضها بطريقة مهنية، تتضاعف خطورتها على المريض وتهدد حياته، كما أن هناك عوامل تزيد من خطورة الإصابة بالمرض مثل العمر والحالة الصحية للمريض، حيث نجد أن كبار السن وأصحاب الأمراض المُزمنة هم فئة مهددة بالمضاعفات شديدة الخطورة.
كيف تختار أفضل مصحات نفسية في الجزائر؟
عند اختيارك لأفضل مصحات نفسية في الجزائر يجب أن تأخذ في عين الاعتبار أن أفضل مصحة نفسية يجب أن تتميز بما يلي:
- الاعتماد من وزارة الصحة والعلاج الحر وهيئة الدواء.
- الخضوع للرقابة والجودة العلاجية.
- تُعالج جميع فئات الأعمار ولا تقتصر على فئة معينة أو جنس معين.
- تحصد أكبر نسبة حالات قد تعافت بالفعل.
- بها طاقم طبي يمتلك خبرة كافية في العلاج النفسي وعلاج اضطراب تعاطي المخدرات.
- تحرص على التطوير والتقدم لتحري الدقة في مراحل التشخيص والعلاج.
- المؤسسة تهتم بالنظافة وتوفير وسائل الترفيه للنزلاء.
- تهتم بجميع الحالات وتُحسن التعامل معهم.
- تحافظ على السرية التامة للحالة وعدم مشاركة أي معلومات تخص الحالات.
الخلاصة
إذا كنت تبحث عن مصحات نفسية في الجزائر، فهي لاتزال حتى الآن غير مجهزة بكافة الاحتياجات الدوائية والمهنية أو المادية التي تساعد أي مريض نفسي أو مدمن في تخطي مرحلة العلاج دون ألم وفي وقت قصير، كما أن خبرة الأطباء والكوادر الطبية الأخرى، بما في ذلك الاستشاريين والأخصائيين النفسيين لا تزال أيضًا غير كافية للتعامل بشكل صحيح مع المرض النفسي أو المدمن، فتلك المهمة شيء جوهري في سياق البروتوكول العلاجي.
فلا شيء يضاهي قيمة التمتع بصحة جسدية وعقلية جيدة، حيث تساهم الصحة النفسية والعقلية في المجتمعات على التنمية لكل من الفرد والمجتمع، كما تساعد أيضًا على مرور وإتمام الحركة التعليمية لكافة الأجيال بشكل أفضل، ما يؤدي إلى المردودية في المهام والأعمال التي يقوم بها الشخص، وتنمية سلوك المجتمع بأكملة.
ومع توفر نمط معيشي أفضل، يتراجع العنف وارتكاب الجرائم، لذا الحل الأمثل لك هو العلاج بالخارج في المصحات النفسية المؤهلة مهنيًا والمرخصة من الجهات المختصة، والتي تمتلك طاقم عمل متكامل يعي جيدا ولديه الخبرة الكافية في التعامل مع جميع أنواع الحالات، بداية من موظفي الاستقبال وحتى الأطباء والمتخصصين، وكل هذا يُمكنك الحصول عليه في مستشفى ميديكال لعلاج الإدمان والطب النفسي، فلا تتردد وسارع بالتواصل معنا.
المصادر