مرض انفصام الشخصية والزواج من الموضوعات التي تثير الكثير من الجدل، خاصة مع كثرة الأقاويل حول قدرة مرض انفصام الشخصية على النجاح في مثل هذه العلاقة العاطفية، وذلك لما يواجهه من مشكلات وتحديات في العلاقات الاجتماعية المعتادة، لما يملكه من معتقدات خاطئة حول العديد من الأمور الحياتية المختلفة، التي تشكل عقبة في قدرته على التمتع بحياة طبيعية .
وعلى الرغم من اعتقاد الكثير على أن الزواج ليس مؤسسة علاجية من الممكن أن تساعد المريض، وتقف عائق حول قدرته على إدارة علاقته بشكل ناجح، إلا أن الأطباء والمتخصصين كان لهم آراء أخرى حول هذا الموضوع، فعلى العكس تمام يتمكن مريض انفصام الشخصية من الزواج والنجاح فيه، من خلال اتباع بعض الأمور التي تعينه على ذلك، وخلال سطور هذا المقال يقدم لكم مركز ميديكال لعلاج الاضطرابات النفسية العلاقة التي تربط بين مريض انفصام الشخصية والزواج، هذا إلى جانب الإشارة إلى أعراض انفصام الشخصية .
مرض انفصام الشخصية
اضطراب انفصام الشخصية من الاضطرابات العقلية المنتشرة، التي تصيب فئة عريضة في المجتمع باختلاف الأسباب، وهو مرض يتسبب في انفصال المريض عن الواقع، هذا إلى جانب الأفكار، المعتقدات والسلوكيات الغير معتادة التي تراود المريض، وتعيق من قدرته على التمتع بحياة طبيعية .
الجدير بالذكر أن المريض يكون على دراية بأن الأفكار التي تنهال عليه ليست حقيقية خاصة مع شعوره بالانفصال عن الواقع، وفي الغالب ما يملك مريض انفصام الشخصية أكثر من شخصية يتبادل بينهم بخلاف الشخصية الأساسية الخاصة به، ويعتبر هذا من أبرز أعراض الانفصام التي تسبب عائق بين مرض انفصام الشخصية والزواج .
ولا يقف الأمر عند ذلك، ولكن تلقي العلاج والحصول على الدعم الطبي والأسرى المناسب يساعد المريض بشكل كبير على تخطي مراحل المرض المضطربة والوصول إلى الاستقرار الذي يمكنه من الحصول على حياة سوية خالية من العقبات، ومن ضمن أنواع انفصام الشخصية التي يقابلها أطباء مركز ميديكال للطب النفسي وعلاج الإدمان الآتي :
- الفصام الغير متمايز .
- الفصام المتبقي .
- الفصام الجامودي .
- الفصام غير المنتظم .
- جنون العظمة، وتعتبر من أكثر حالات انفصام الشخصية انتشارًا، حيث يصاب المريض فيها بالعديد من أعراض الانفصام الإيجابية مثل الهلاوس والأوهام .
أعراض انفصام الشخصية
في ضوء الحديث عن مرض انفصام الشخصية والزواج من الضروري الإشارة إلى الأعراض التي تصيب المريض، وذلك لكي يتعرف شريك الحياة على طريقة التعامل الصحيح مع مريض الانفصام .
وبسبب اختلاف أنواع انفصام الشخصية تتعدد الأعراض التي يعاني منها المريض، من حيث الظهور والشدة، ويمكن تقسيم أعراض المرض كالآتي :
1_ الأعراض الانفعالية
تظهر أعراض انفصام الشخصية الانفعالية مثل القلق والاكتئاب في مراحل عمرية مختلفة، حيث يتم تشخيصها من قبل الطبيب أو مقدم الرعاية الصحية من خلال طرح بعض الأسئلة على المريض، خاصة عند الإقبال على الربط بين مرض انفصام الشخصية والزواج، لمعرفة ما إذا كانت حالة المريض مستقرة أم لا .
الجدير بالذكر أن هذه الأعراض تظهر لدى الرجال في أول أو منتصف العشرينات، بينما تظهر لدى النساء في أوائل العشرينات، وهو ما أدى إلى ملاحظة عدم تشخيص الأطفال والبالغين فوق سن الـ 45 عام باضطراب انفصام الشخصية .
2_ الأعرض الإدراكية
- صعوبة حل المشكلات التي تواجه الشخص .
- عدم القدرة على استيعاب المعلومات الجديدة .
- صعوبة فهم وسائل التواصل مع المحيطين مثل الحديث أو غيرها من الأمور الأخرى .
- مواجهة مشكلات في القدرة على التعلم والتذكر .
3_ الأعراض السلبية
- فقدان القدرة على الاستمتاع، والحرص على الاختلاء بالنفس وعدم مشاركة الجلوس أو الحديث مع المقربين من الأهل أو الأصدقاء .
- إهمال المظهر الخارجي والنظافة الشخصية .
- المكوث في نفس المكان لوقت طويل والابتعاد عن كثرة الحركة والحديث .
- جمود تعبيرات الوجه .
- اللامبالاة وعدم إظهار الكثير من المشاعر .
4_ الأعراض الإيجابية
- الحديث بشكل غير منتظم .
- الأفكار الغريبة والمتضاربة .
- الأوهام .
- الهلاوس والهذيان .
مرض انفصام الشخصية والزواج
مرض انفصام الشخصية والزواج من الموضوعات المتداولة، والتي تشغل حيز كبير من اهتمام مرضى انفصام الشخصية وأسرهم خاصة مع رغبة عدد كبير منهم في الإقبال على الزواج، ولكن الشائعات المتداولة حول عجز مريض انفصام الشخصية على النجاح في هذه العلاقة تقف عائق أمام الكثيرين خوفًا من الفشل .
وبالرغم من ذلك فقط أكد الأطباء قدرة مريض الفصام على النجاح في منظومة الزواج، وذلك مع الحرص على اتباع بعض الخطوات قبل الإقبال على الزواج، خاصة وأن مريض انفصام الشخصية في الطبيعي يعاني من التحديات التي تجعله يعيش حياة غير مستقرة بسبب الأعراض، الأفكار والمعتقدات التي يعاني منها، ومن ضمن أهم الأمور التي يجب الحرص لها في العلاقة بين مرض انفصام الشخصية والزواج الآتي :
- الحرص على متابعة مع طبيب نفسي، فمن الضروري أن يكون مريض الفصام متواصل بصورة مستمرة مع الطبيب المتخصص، لكي يتعرف على آليات التعامل مع الأعراض وإدارتها بصورة صحيحة بحيث لا تؤثر على حياته، مما يمكنه من الدخول في علاقة زوجية ناجحة .
- الالتزام بتناول الأدوية في المواعيد المحددة لها دون أي تأخير، خاصة وأنها تساعد على استقرار مريض انفصام الشخصية، ولا يجب التوقف عن تناوله حتى بعد الزواج واستقرار الحالة، فيجب الرجوع إلى الطبيب أولًا للحد من احتمالية حدوث الانتكاس .
- من أجل الدخول في مرحلة الزواج من الضروري أن يكون المريض في حالة مستقرة، وما يساعده على ذلك هو الالتحاق بدراسة أو عمل مستقر يساعده على الاندماج في المجتمع والتواصل مع الناس بصورة مباشرة، وهو ما يحسن العلاقة بين مرض انفصام الشخصية والزواج بشكل كبير .
نهاية مرض الفصام
عند الربط بين مرض انفصام الشخصية والزواج يتم طرح الكثير من الأسئلة حول نهاية مرض الفصام وإمكانية التعافي منه، والجدير بالذكر أن إجابة هذا السؤال تأخذنا إلى تعرف الفصام كونه من الاضطرابات العقلية المعقدة والمزمنة، أي أنها تستمر مع الإنسان لفترة طويلة من حياته لكي يتمكن من التخلص من أعراض المرض وإدارتها بطريقة صحيحة .
وتأتي نهاية مرض الفصام بطريقة إيجابية في حالة الالتزام بتناول الأدوية وجلسات العلاج النفسي مع طبيب متخصص، وذلك من أجل أن يحظى الفرد بحياة مستقرة، ويتمكن من الابتعاد عن المحفزات وتناول الأدوية في مواعيدها، حتى بعد استقرار حالة المريض .
هل مرض انفصام الشخصية خطير ؟
يفكر الكثير من الأزواج في مساعدة شريك الحياة المصاب باضطراب انفصام الشخصية وذلك لكي يعود إلى شخصيته الأساسية والتخلص من أعراض المرض بشكل جذري، وعلى العكس تمامًا فإن هذا التفكير خاطئ خاصة وأن الانفصام من الأمراض الخطيرة التي تنشأ نتيجة التعرض لصدمات حادة في مراحل عمرية مبكرة، ولا يمكن التعافي منه بشكل نهائي، بل يساعد العلاج في التقليل من حدة الأعراض وتعلم آلية التحكم بها، وهو ما يجب أن يعرفه شرك الحياة عند طرح ما يتعلق بـ مرض انفصام الشخصية والزواج .
بهذا نكون قد تعرفنا على العلاقة التي تربط مرض انفصام الشخصية والزواج، والأفكار الخاطئة التي قد تدور في ذهن شريك الحياة عند الدخول في علاقة جدية مع شخص مصاب باضطراب انفصام الشخصية، ويساعد مركز ميديكال للطب النفسي وعلاج الإدمان مرضى الانفصام وأسرهم على التعامل الصحيح مع هذا المرض المزمن .
موضوعات ذات صلة :