مدة علاج مريض الفصام متغيرة من شخص إلى آخر وفقا للعديد من الأمور مثل درجة المرض وسرعة تلقي العلاج وغيرها من الأمور الأخرى، ويعرف الفصام على أنه مرض عقلي طويل المدى، يتمكن مرضاه بالسيطرة على الأعراض التي تنتج عنه بمساعدة مصحات العلاج النفسية مثل مركز ميديكال للطب النفسي وعلاج الإدمان الذي يوفر خطط علاجية نفسية ودوائية للمرضى للحصول على الشفاء الدائم وعدم التعرض إلى خطر الانتكاس على المدى البعيد .
ما هو الفصام ؟
الفصام من أكثر الأمراض التي يصاب بها الإنسان حول العالم، حيث أنه يعاني منه شخص واحد من كل 100 شخص، ويطلق عليه اسم الشيزوفرينيا من قبل الكثيرين وهو اضطراب عقلي ينشأ عنه الهلاوس والأوهام في عقل المريض، ويؤثر بالسلب في القدرة على اتخاذ القرارات المصيرية في حياته .
ولا يفرق هذا الاضطراب العقلي بين الرجال والنساء فنرى نسب متفاوتة من حالات الإصابة باضطراب الفصام بين الجنسين، وأوضحت الأبحاث أن مرض الفصام لا يصيب من هم دون 15 عام، حيث أن مدى انتشاره يتراوح بين سن 15 وسن 35 سنة، ويصنف مرضى الفصام عمومًا إلى قسمين :
- القسم الأول تتحسن حالتهم ويعودون إلى ممارسة حياتهم الطبيعية بعد العلاج النفسي والدوائي في المصحة .
- القسم الثاني تتدهور حالتهم بعد التوقف عن الذهاب إلى المصحة وتعرضهم إلى الانتكاسة، ويسمى الفصام في هذه الحالة بالفصام المزمن، وهذا النوع من الفصام يحتاج إلى المتابعة مع دكتور أو مصحة نفسية مدى الحياة .
أنواع اضطراب الفصام
ينقسم الفصام إلى العديد من الأنواع التي تختلف عن بعضها في الأعراض التي تصيب مرضاها ومدى خطورتها إلى :
- الفصام البارنيودي: ويتميز هذا النوع بأعراض الفصام الموجبة التي تتمثل في الهلاوس وهي رؤية أو سماع أشياء من وحي عقل المريض، ولا يراها إلا هو، وهذه الأعراض تجعل المريض منفصلاً عن الواقع بشكل تام .
- الفصام الكتاتوني: يتميز بأن مرضاه يعانون من أعراض غريبة مثل الفرط في الحركة أو الثبات على وضعيات غريبة لفترات طويلة وقيام المريض بتقليد من هم حوله، ويتسمون أيضًا بالارتباك، ويعد هذا النوع من الفصام من أسهل أنواع الفصام من حيث التشخيص .
- الفصام اللامنتظم: يتسم هذا النوع بالأعراض الغريبة مثل التلعثم في الكلام والإصابة بالاضطرابات الفكرية، ويعاني مرضاه من عدم القدرة على التفاعل مع البيئة المحيطة بهم .
- الفصام الغير متمايز: يعد من أصعب أنواع الفصام في التشخيص، حيث أنه يجمع بين جميع الأعراض التي تصيب مرضى الفصام .
- الفصام المتبقي: مرضاه يعانون من عدم الأهتمام بالنظافة الشخصية وبطء الكلام وبطء الحركة .
مدة علاج مريض الفصام
تختلف مدة علاج مريض الفصام من شخص إلى آخر حسب الحالة العقلية لكل مريض ونوع الفصام الذي يعاني منه، ومدى شدة الأعراض التي يعاني منها .
وقد تتراوح فترة العلاج الدوائية من الفصام من سنة إلى سنتين لعلاج المريض من أعراض الفصام، ولكن تستمر الجلسات النفسية التي يتلقاها المريض مدى الحياة منعًا لحدوث حالات الانتكاس، وتعمل هذه الجلسات على تحسين حياته اليومية وإعادته إلى الحياة العملية ومساعدته للتخلص من الرهاب الإجتماعي الذي يصاب به مرضى الفصام .
ووضح الأطباء بضرورة توجيه الرعاية والاهتمام من قبل الأسرة بمريض الفصام، لأنه في حال تجاهل ما يحدث له، وعدم خوض التجربة في إقناعه بدخول المصحة النفسية، فإنه من الممكن أن تزيد حدة أعراض اضطراب الفصام، مما يؤدي إلى الانتحار في بعض الحالات .
العوامل التي تؤثر على مدة علاج مريض الفصام
تختلف مدة علاج مريض الفصام من شخص لآخر، ويعتمد تحديدها على بعض العوامل، وتتمثل في :
- مدى تقبل المريض لحالته المرضية .
- المحافظة على النوم في ساعات منتظمة .
- الالتزام بنظام غذائي صحي .
- ممارسة الرياضة بشكل منتظم .
- الحرص على حضور التجمعات العائلية، وتحسين العلاقات مع من في البيئة المحيطة بالمريض .
- الرجوع إلى ممارسة الهوايات .
- مدى قدرة المريض على التحكم في الأعراض التي تنتج عن الفصام .
- قدرة المريض في التحكم بحالات التوتر والارتباك .
- تجنب الكحوليات والمخدرات والتدخين، يساعد مرضى الفصام في المحافظة على نتائج الشفاء .
مدة علاج مريض الفصام بين الأمل والواقعية
مدة علاج مريض الفصام، وهو أحد الأمراض النفسية المعقدة، يُعتبر موضوعًا محوريًا للنقاش بين الأطباء والمرضى على حد سواء و تختلف الآراء حول مدة العلاج؛ فبينما يرى البعض أن الفصام مرض مزمن يتطلب علاجًا مدى الحياة، يؤكد آخرون أن هناك أملًا كبيرًا في تحقيق تحسن ملحوظ وربما شفاء كامل.
أحد العناصر الأساسية في علاج الفصام هو التزام المريض بالعلاج الموصوف من قبل الأطباء، والذي يشمل الأدوية المضادة للذهان والعلاج النفسي والدعم الاجتماعي كما تتفاوت مدة العلاج بناءً على حالة المريض واستجابته للعلاج، إذ يمكن أن تستمر لبعض الأشهر أو تمتد لسنوات و العلاج النفسي، خاصة العلاج السلوكي المعرفي، يلعب دورًا حيويًا في مساعدة المرضى على تطوير استراتيجيات للتعامل مع الأعراض وتحسين جودة حياتهم وتقليل مدة علاج مريض الفصام.
من الجدير بالذكر أن الأمراض النفسية، بما في ذلك الفصام، يمكن النظر إليها بشكل مشابه للأمراض الجسدية كما يحتاج مرضى السكري أو ضغط الدم المرتفع إلى متابعة مستمرة وعلاج طويل الأمد، كذلك يحتاج مرضى الفصام إلى رعاية دائمة ودعم متواصل و هذا الفهم يساعد في تقليل مدة علاج مريض الفصام كما يقلل الوصمة المرتبطة بالأمراض النفسية ويشجع المرضى على طلب المساعدة دون تردد.
من الجانب الديني، يمكن للأمل والإيمان بالله أن يكون لهما تأثير إيجابي كبير في رحلة مدة علاج مريض الفصام على الرغم من أن الطب قد يصف بعض الأمراض بأنها مزمنة، إلا أن الإيمان بأن “لكل داء دواء” يمكن أن يعزز الروح المعنوية للمرضى ويحفزهم على الاستمرار في العلاج. الإيمان بأن الشفاء ممكن بأمر الله يمنح المرضى وأسرهم قوة ودعماً نفسياً لا يُستهان به.
وهكذا، يجب أن نتبنى نظرة متفائلة تجاه مدة علاج مريض الفصام، مستندين إلى العلم والدين معًا. العلم يوفر الأدوات والأساليب العلاجية، بينما يعزز الإيمان الأمل والصبر في قلوب المرضى. بهذا التوازن، يمكن تحقيق تحسن ملحوظ في حياة المرضى، حيث أن الأمل هو الدافع الأقوى للتغلب على التحديات التي يفرضها المرض.
أعراض الإصابة بمرض الفصام
تنقسم الأعراض التي تصيب مرضى الفصام إلى قسمين رئيسين هما :
الأعراض الإيجابية :
يشير مصطلح الأعراض الإيجابية إلى مدى وضوحها وقدرة الطبيب والمحيطين من المريض على تمييزها، ومن ضمن هذه الأعراض ما يلي :
- حدوث اضطرابات في العقل، مما يؤدي إلى حدوث خلل في التفكير واتخاذ القرارات .
- الأوهام .
- الإصابة بالهلوسة السمعية، الشمية، التذوقية، البصرية، اللمسية وكذلك السمعية التي تعتبر أكثرهم انتشارًا .
الأعراض السلبية :
الأصابة بهذه الأعراض تدل على أن المريض يعاني من فصام مزمن يصعب علاجه، وفي كثير من الحالات يصعب التعرف على هذه الأعراض ويجب إخضاع المريض للمراقبة لفترة من الزمن، ومن هذه الأعراض الآتي :
- حدوث خلل في حركة الجسم .
- ضعف الذاكرة .
- الانعزال عن البيئة المحيطة .
- عدم القدرة على النوم بشكل منتظم .
- عدم القدرة على تنظيم الوقت واتخاذ القرارات .
- فقدان السيطرة على العواطف .
- قلة الاهتمام بالنظافة الشخصية .
- التلعثم وقلة التحدث .
- الإصابة ببرود المشاعر .
- قلة القدرة على إدراك المواقف .
- قلة الشعور بالشغف الجنسي .
- اللامبالاة .
أسباب الإصابة بمرض الفصام
لا توجد أسباب ثابتة ينتج عنها الإصابة بالفصام، لكن تم تحديد بعض العوامل من خلال دراسة بعض حالات الفصام، ومن أهم هذه العوامل ما يلي :
- الإصابة بتجارب سيئة قبل سن 15 عام .
- بسبب طبيعة الدماغ .
- العوامل الوراثية .
- حدوث التغيرات الصعبة .
- الضغط من قبل العائلة .
- الصدمات العاطفية .
هل هناك علاقة بين الفصام وتعاطي المخدرات ؟
يعد تعاطي المخدرات وشرب الكحول والتدخين بشراهة من أكثر الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بالمشاكل الجسدية والنفسية ومنها الفصام، حيث أن استخدام المخدرات يعمل على إلحاق الضرر بالناقلات العصبية ويعمل على إصابة المتعاطي بالهلاوس والقلق والعصبية، ويعتبر الفصام واحد من أبرز الأمور المترتبة على تعاطي المواد المخدرة .
علامات الشفاء من مرض الفصام
يتعرف الأطباء على حالة مرضى الفصام ومدى الاستجابة إلى الخطط العلاجية عن طريق بعض العلامات التي تظهر على الفرد مثل :
- ما إن كان المريض عاد إلى ممارسة هواياته .
- التخلص من الهلاوس والعودة إلى ممارسة علاقاته الاجتماعية .
- مدى سيطرته على الأعراض التي تنتج عن الفصام .
الأعراض التي تدل على انتكاس مرضى الفصام
يتعرض المتعافين إلى الانتكاس في حال التوقف عن متابعة الجلسات التي تحددها المصحة، ويجب على المريض العودة إلى المصحة فور ملاحظة ظهور بعض الأعراض مثل :
- حدوث خلل في الروتين اليومي .
- الإصابة بالاكتئاب واليأس .
- الإصابة بالقلق الشديد .
- الغضب والعنف .
- حدوث الاضطرابات في النظام الغذائي .
- الإصابة بالأرق وعدم القدرة على النوم .
- قلة التركيز وتشتت الذهن .
آلية علاج الفصام
يقوم الطبيب في بداية مدة علاج مريض الفصام بتشخيص حالة المريض، لوضع الخطة العلاجية المناسبة له، ويتم استخدام العلاج بالأدوية في البداية، وعند تحكم المريض في الأعراض الناتجة عن الفصام، يتم التحول إلى العلاج النفسي الذي يستمر في الغالب مدى الحياة في بعض الحالات المستعصية، ويعمل العلاج النفسي على تحسين السلوك العام للمريض ومساعدته على استعادة حياته اليومية وحمايته من خطر التعرض للانتكاس هذا إلى جانب تقليل مدة علاج مريض الفصام .
كيفية تفادي انتكاس مرضى الفصام ؟
يقتصر تناول الأدوية الخاصة بالفصام على مدة علاج مريض الفصام داخل المصحة، إنما الجلسات النفسية يستمر متابعتها بعد الخروج من المصحة، لتقليل خطر الانتكاس .
لذا من الضروري الالتزام بالمتابعة الدورية من قبل طبيب نفسي متخصص للتقليل من حالات الانتكاس من خلال ملاحظة أعراضها التعامل معها على الفور .
ونود أن نوضح أنه كلما تم إكتشاف الإصابة بمرض الفصام مبكراً، كلما قلت مدة علاج مريض الفصام بشكل كبير، وتعمل المصحات النفسية مثل مركز ميديكال للطب النفسي وعلاج الإدمان على نشر التوعية بأعراض الفصام، لسرعة اكتشاف الفصام ما إن كان الفرد يعاني من تلك الأعراض .
موضوعات ذات صلة :