تعتبر علامات الشفاء من الصدمة النفسية أمر يهتم لمعرفته الكثير سواء ممن تعرضوا لصدمة نفسية أو عائلتهم وأصدقائهم بهدف الاطمئنان عليهم، وذلك لأن الصدمة النفسية تجعل الشخص عصبي وقلق أكثر من الطبيعي وتعرضه لاضطراب ما بعد الصدمة، والجدير بالذكر أن هذا الاضطراب يحتاج إلى علاج متخصص وفعال ولا يفضل ترك المريض بدون مد العون لها لأن الحالة قد تسوء للغاية وتحدث مضاعفات كثيرة، ولذلك يجب التنبيه بضرورة التوجه إلى مركز ميديكال للطب النفسي وعلاج الإدمان لأن لديه خبرة كبيرة في علاج الصدمات النفسية وأحدث بروتوكولات العلاج .
ما هي الصدمة النفسية ؟
الصدمة النفسية هي اضطراب نفسي يحدث بعد التعرض لحادث أليم على المستوى النفسي والمعنوي ولا يدل على ضعف الشخصية أو وجود خلل بها، ويكون هذا الاضطراب بمثابة رد فعل للمخ نتيجة تعرضه لحادث سيء، حيث يشعر الشخص الذي يعاني منه من القلق والخوف المستمر حتى في الأماكن الآمنة .
يتعرض لهذا الاضطراب حوالي 9% من سكان العالم، وأي شخص قد يتعرض له في حالة وقوعه في موقف مؤلم نفسيًا ولا يتوقف على عمر معين، والجدير بالذكر أن الصدمة النفسية قد يتم الشفاء منها دون تدخل طبي مع مرور الوقت، ولكن في حالة استمرارها لأكثر من شهر يستلزم التواصل مع مركز ميديكال لعلاج الإدمان والطب النفسي لعلاج هذا الاضطراب بأفضل شكل ممكن .
أسباب التعرض للصدمة النفسية
تختلف الأسباب التي تعرض الأشخاص لصدمة حسب طبيعة الشخصية فقد يتعرض شخص لصدمة من حادث ما وآخر لا يؤثر فيه الحادث بدرجة كبيرة، وقد يكون السبب مباشر أو غير مباشر ومن أهم هذه الأسباب :
- التعرض لحادث سير كاد أن يفقد الشخص حياته .
- التعرض للاعتداء الجنسي أو البدني أو مشاهدته .
- الانخراط في أعمال القتال والعنف .
- الحروب والكوارث الطبيعية .
- فقد شخص عزيز .
أعراض الصدمة النفسية
تسبب الصدمة النفسية اضطراب شديد يبدأ بعد بضعة أسابيع أو شهور من التعرض لحادث أليم على المستوى النفسي، وغالبًا ما يظهر خلال 6 أشهر من الحدث، وعلى وجه العموم التعرض لحادث أليم غالبًا ما يسبب الاكتئاب والحزن والغضب في الحالات الطبيعية، لكن في حالة الصدمة النفسية الأعراض تكون أكثر شدة وخطورة، ويمكن تصنيف هذه الأعراض إلى الآتي :
1_ الشعور بالحادث مرة أخرى والكوابيس
يشعر الشخص بمشاعر الخوف أو القلق مثل إحساسه بها أثناء الحادث، ويحدث ذلك نتيجة الكوابيس أو تذكر الحدث أثناء النهار، ووجود ظروف مشابهة لظروف الحادث تحفز التذكر بشكل أكبر مثل أصوات الألعاب النارية تذكره بإطلاق النار في الحادث، وقد يختبئ الشخص ويبحث عن مكان أمن بطريقة هستيرية، ولا يكون على دراية تامة بالواقع من حوله .
2_ التجنب
تذكر الحدث المسبب للصدمة النفسية يسبب الإزعاج والقلق، لذلك نجد الأشخاص المصابين بهذا الاضطراب يتجنبون الحديث أو مقابلة الأشخاص الذين لهم علاقة بالحادث، كما يهربون من الأماكن أو المواقف التي تذكرهم به .
3_ اليقظة المفرطة
يسيطر على الشخص شعور مفرط باليقظة فلا يستطيع الاسترخاء مع صعوبة في النوم، بالإضافة إلى صعوبة في التركيز وأكثر عرضه للانزعاج، كما يفقد الشخص السيطرة على الغضب ويكون ردود أفعال حادة في كثر من الحالات .
4_ أعراض أخرى
الشعور بالذنب غير المبرر مثل الشعور بالذنب لأنهم نجوا من حادث ولم ينجو باقي عائلتهم، وعدم إبداء الاهتمام تجاه الأشياء التي كان يهتم بها، غالبًا ما يقوم الشخص بعمل أنشطة غير منطقية، مثل الاستحمام مرات متعددة وبقوة للتخلص من الشعور بالاعتداء الجنسي .
أنواع الصدمات النفسية
يمكن تصنيف الصدمات النفسية إلى أنواع تختلف عن بعضها في سبب المؤثر ومدة التأثر بالحدث وغيرها، وأهم هذه الأنواع ما يلي :
1_ الصدمات الحادة
هي التي يتعرض فيها الشخص للخطر بصورة مروعة مثل: الغرق أو التعرض لحادث سير أليم .
2_ الصدمات المزمنة
هي تشمل تكرر حدث مؤذي مع نفس الشخص لمرات كثيرة، ومن أشهرها التعرض للتنمر أو العنف المنزلي أو التحرش أو الاغتصاب .
3_ الصدمات المعقدة
وهي تحدث بسبب التعرض لأحداث سلبية مختلفة تؤثر على الشخص بشكل مؤذي .
4_ الصدمات الغير مباشرة
تعرف بالصدمات الثانوية، وهي ناتجة من تعرض شخص قريب إلى حادث مؤلم وليس الشخص نفسه .
طرق علاج الصدمة النفسية
يمكن أن تخف أعراض الصدمة النفسية أو تزول تمامًا مع مرور الوقت دون حاجة إلى علاج، لكن في بعض الحالات لا تظهر أي من علامات الشفاء من الصدمة النفسية لمدة شهر من حدوث الصدمة وفي هذه الحالة يفضل التوجه إلى مركز ميديكال لعلاج الإدمان والطب النفسي، ومن أهم طرق العلاج ما يلي :
1_ العلاج النفسي
يعتمد العلاج النفسي للصدمة على العلاج بالتعرض وفي هذه الطريقة يقوم المعالج بجعل المريض يتخيل أشخاص أو أماكن تذكره بالحدث أو أي شيء يحفز تذكر سبب الصدمة، ويقوم الطبيب المعالج بالتعاطف مع المريض ومساعدته في إخراج كل المشاعر السلبية .
يكون العلاج السلوكي المعرفي نافع للغاية في حالة الشعور المفرط بالذنب غير المبرر، ويساعد الطبيب المريض في فهم الواقع، وعدم لوم نفسه وتغير بعض السلوكيات السلبية عنده .
مراقبة حركات العين وإعادة ضبطها لإزالة الحساسية تعد من طرق العلاج بالتعرض، ويقوم فيها المريض بإتباع إصبع الطبيب بعينه أثناء تذكره للحدث أو الحديث عنه .
2_ العلاج الدوائي
لا يعتبر العلاج الدوائي بمفرده كافيًا لعلاج الصدمة النفسية، ولكنه يكمل العلاج النفسي ويساعد في تخفيف الأعراض، ومن أهم هذه الأدوية :
- برازوسين يعمل على تقليل الكوابيس واضطرابات النوم .
- مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية التي تعمل كمضادات للاكتئاب .
- العقاقير التي تعمل على معالجة المزاج المتقلب مثل فالبروات .
علامات الشفاء من الصدمة النفسي
علامات الشفاء من الصدمة النفسية تعني التخلص من أثار أعراض الصدمة، ويمكن القول إن الإنسان قد تعافي من الصدمة النفسية بعد مرور شهر على الأقل من ظهور علامات التعافي، وأهم هذه العلامات :
- الخروج من حالة الترقب واليقظة المفرطة التي كان يعاني منها .
- القدرة على السيطرة على الانفعالات وضبط النفس .
- انخفاض مستويات الطاقة العالية عند تذكر الحدث والتعامل بشكل طبيعي .
- القدرة على النوم بشكل طبيعي، والتخلص من الكوابيس المزعجة .
- القدرة على الانخراط في الحياة الاجتماعية مرة أخرى .
- القدرة على التركيز وتحقيق الأهداف .
المضاعفات التي تحدث نتيجة الصدمة النفسية
الصدمة النفسية رغم أنها منتشرة للغاية إلا أن بعض الناس ليس لديها الوعي الكافي لأهمية علاجها، وذلك لأن إهمال الحالة قد يؤدي في أغلب الحالات إلى نتائج سلبية أبرزها :
- التفكير في إيذاء النفس وظهور ميول انتحارية .
- عدم القدرة في الانخراط في الحياة الاجتماعية بشكل طبيعي والمعاناة من الرهاب الاجتماعي .
- التأخر الدراسي أو التعطيل المهني .
- أحيانًا تظهر ردود فعل عدائية من الأشخاص الذين يعانون من الصدمة النفسية عند تعرضه لضغط .
- اللجوء إلى الكحول أو المخدرات للهروب من الواقع .
تعتبر الصدمات النفسية من أكثر الأمراض النفسية شيوعًا بين البشر ومع ذلك يسهل علاجها والتخلص من آثارها السلبية بشكل نهائي، والجدير بالذكر أن مركز ميديكال لعلاج الإدمان والصحة النفسية يقدم العون لمن يعانون من الاضطراب المصاحب للصدمة النفسية ويساعد على ظهور علامات الشفاء من الصدمة النفسية بسرعة .
موضوعات ذات صلة :
