الشخصيه الحديه والذكاء من الموضوعات التي تثير الكثير من الجدل والاهتمام في الوقت الحالي، فالشخصية الحدية تعني الفرد الذي يمتلك قدرات عقلية تفوق الأفراد العاديين، بينما يتعلق الذكاء بقدرة الإنسان على الفهم والتعلم والتكيف في مواقف مختلفة، إذن ما العلاقة بين الاثنين وكيف نميز بينهما؟ في هذا المقال، سنتحدث عن الشخصية الحدية والذكاء وعلاقتهما ببعضهما البعض.
حيث يجب الإشارة إلى أن الشخصية الحدية ليست لها مفهومًا محددًا بشكل واضح، فما يعتبر شخصية حدية بالنسبة لشخص ما، قد لا يعتبر كذلك بالنسبة لآخرين، ومع ذلك، توجد بعض المؤشرات التي يمكن استخدامها لتحديد ما إذا كان الفرد يمتلك شخصية حدية أم لا، مثل قدرته على التعلم السريع والتفكير الإبداعي وحل المشاكل الصعبة بسرعة وسهولة.
اضطراب الشخصية الحدية
الشخصية الحديّة هي عبارة عن اضطراب في الصحة العقلية للشخص المصاب وهذا الاضطراب يجعله متقلب المزاج وسريع الغضب والانفعال وغير قادر على التحكم في طريقة تفكيره أو مشاعره نحو الآخرين، ويؤثر اضطراب الشخصية الحدية أيضًا على سلوك الفرد وعلاقاته وردود أفعاله، فكثيرًا ما تجد المصاب بهذا الاضطراب غاضب وهائج ثم سرعان ما يهدأ بنفسه.
وقد يؤدي هذا الاضطراب إلى تدهور الكثير من العلاقات نظرًا للتقلبات المزاجية الحادة والانفعالات غير المتحكم فيها من قِبل الشخص المريض، ومن الجدير بالذكر أن أعراض اضطراب الشخصية الحدية تظهر في مرحلة المراهقة وتتحسن تدريجيًا مع التقدم في العمر.
الشخصيه الحديه والذكاء
يعتقد الكثيرون أن هناك علاقة بين الشخصيه الحديه والذكاء حيث يتميز أصحاب الشخصية الحدية بنسبة ذكاء عالية مقارنة بالآخرين وهناك عدد من الأبحاث التي أجريت على بعض المصابين باضطراب الشخصية الحدية حيث تم اختبار ذكائهم فكانت النسبة مرتفعة جدًا وعلى الرغم من أن الشخصيه الحديه والذكاء يمكن أن ترتبطان ببعضهما البعض، إلا أنهما يختلفان في بعض النواحي.
فعلى سبيل المثال يمكن أن يكون لدى صاحب الشخصية الحدية قدرات عقلية متميزة في مجال معين، مثل الرياضيات أو اللغات، بينما يمكن لشخص ذكي ألا يكون متميزًا في أيًا من هذه المجالات.
ومن جانبه، يتم تحديد الذكاء عادة بواسطة اختبار الذكاء، وهو اختبار يقيس قدرة الفرد على التعلم وحل المشاكل والتفكير الإبداعي، ويمكن للفرد أن يحصل على درجة عالية في اختبار الذكاء ولكنه لا يعتبر ذو شخصية حدية إذا لم يمتلك القدرات العقلية الأخرى المتعلقة بالشخصية الحدية.
أعراض اضطراب الشخصية الحدية
- العدوان المندفع.
- إيذاء النفس.
- مشاعر قلق قوية.
- مشاعر تدني قيمة الذات.
- تعاطي المخدرات أو الكحول.
- السلوكيات الاندفاعية.
- مشاعر سوء الفهم.
- تجربة علاقات غير مستقرة.
- حب الذات وأحيانًا كره شديد لها.
- تقلب المشاعر.
- تغير طريقة التفكير بشكل سريع.
- العصبية والغضب.
- الخوف من الوحدة والهجر.
تعرف على: متى ينتهي وسواس الموت
تصنيف الشخصية الحدية وأنواعها
بالحديث عن الشخصيه الحديه والذكاء تنقسم الشخصية الحدية إلى 4 أقسام ويمكن تصنيفها إلى هذه التصنيفات الأربعة وهي كالتالي:
الشخصية الحدية العدوانية
أكثر ما يميز الشخصية الحدية العدوانية هو فشل العلاقات الاجتماعية والشعور بمشاعر الكراهية والغضب الشديد خاصة في أوقات الانفعال أو الغضب ويتميز أصحاب هذا النوع بالعناد والسلبية بالإضافة إلى العجز في التحكم في التصرفات أو ضبط النفس.
وفي بعض الأحيان، يعتبر الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الشخصية الحدية أنفسهم في الأساس أشخاصًا سيئين أو غير جديرين ويمكن أن يؤدي عدم استقرار الحالة المزاجية وضعف الصورة الذاتية إلى نوبات من الغضب واضطرابات الأكل ونوبات الهلع والقلق.
الشخصية الحدية الاندفاعية
يعتبر الاندفاع هو السمة المميزة لهذا النوع من أنواع اضطرابات الشخصية الحدية حيث يعاني أصحابه من الاندفاع والتقلبات المزاجية بالإضافة إلى ارتكاب السلوكيات الخاطئة والتي من أشهرها تعاطي المخدرات، كما يميل أصحاب هذه الشخصية إلى الانعزال عن الجميع وأحياناً يشعرون بنشاط زائد ومع ذلك، في كثير من الأحيان يمكن للشخص المصاب باضطراب الشخصية الحدية أن يقدم كشخص مشرق وذكي ذو طبيعة دافئة وودية.
الشخصية الحدية ذاتية التدمير
يعتبر هذا النوع من أسوأ أنواع الشخصيات الحدية حيث يتعرض المصابين به إلى الإيذاء النفسي والجسدي فهم يؤذون أنفسهم بأيديهم لأنهم يشعرون بكره الذات لذا لا يهتمون بصحتهم أو مظهرهم إلى جانب أنهم يفكرون دائمًا في الانتحار.
الشخصية الحدية المثبطة
يشعر أولئك الأشخاص بتأنيب دائم وجلد للذات خاصة إذا قاموا بارتكاب خطأ قد يؤذي آخرين، وقد يشعرون بالعزلة والفراغ واللوم الدائم على أنفسهم.
الشخصيه الحديه والذكاء
ترتبط الشخصيه الحديه والذكاء ارتباط وثيق حيث يتمتع أصحاب الشخصية الحدية بذكاء كبير وقد يؤدي ذلك إلى التأثير على انفعالاتهم وطريقة التفكير وغالبًا ما يصوغ الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية الحدية أنماط علاقة غير مستقرة للغاية إذ يمكن أن يتغير موقفهم بشكل كبير وفجأة من الإعجاب الكبير والحب إلى الغضب والنفور.
مميزات الشخصية الحدية
تتميز الشخصية الحدية بعدد من الصفات والميزات التي تؤثر على سلوك وتصرف الفرد في المواقف المختلفة، ومن أهم هذه المميزات:
- الاستقرار النفسي: حيث تتميز الشخصية الحدية بالاستقرار النفسي والقدرة على التحمل والتأقلم مع المواقف الصعبة، وهذا يساعد الفرد على التعامل مع التحديات بثقة وصلابة.
- الثقة بالنفس: حيث تتميز الشخصيه الحديه والذكاء بالثقة بالنفس والإيمان بالقدرات الذاتية، وهذا يمكن أن يساعد الفرد على تحقيق النجاح والتميز في الحياة.
- الإيجابية: حيث تتميز الشخصية الحدية بالإيجابية والتفاؤل، وهذا يساعد الفرد على النظر إلى الحياة بمنظور إيجابي والتفكير بالحلول الممكنة في المواقف الصعبة.
- الصدق والأمانة: وتتميز الشخصية الحدية بالصدق والأمانة والالتزام بالمبادئ والقيم الأخلاقية، وهذا يساعد الفرد على بناء علاقات جيدة مع الآخرين والحفاظ على سمعته الحسنة.
- العمل الجاد: حيث تتميز الشخصية الحدية بالعمل الجاد والتفاني في العمل، وهذا يساعد الفرد على تحقيق النجاح والتميز في مجالات حياته المختلفة.
الشخصية الحدية والحب
الحب هو شعور عميق ومركب يشعر به الإنسان تجاه الآخرين، ويمكن أن يؤثر بشكل كبير على شخصيته وسلوكه، ومن المهم أن نلاحظ أن الشخصية الحدية يمكن أن تؤثر على العلاقات العاطفية بطرق مختلفة نتيجة لتغير انفعالاتها وسلوكها فلا يوجد استقرار في العلاقات العاطفية مع الشخص الحدي.
علاج اضطراب الشخصية الحدية
على مر السنين، تحسنت حالات كثيرة من اضطراب الشخصية الحدية عن طريق العلاج النفسي الجماعي والفردي ومن خلال مركز طبي موثوق ومعالج نفسي خبير يقوم بتشجيع المرضى على التحدث عن مشاعرهم بدلاً من كبتها وفي بعض الأحيان، تكون الأدوية مثل مضادات الاكتئاب مفيدة في علاج اضطراب الشخصية الحدية والتقليل من نوبات التوتر الحاد أو الفزع.
وتتمثل أهداف العلاج في زيادة الوعي الذاتي للفرد وبناء المزيد من الاستقرار في العلاقات، ومن المأمول أن يتمكن الأفراد المصابون باضطراب الشخصية الحدية من تغيير أنماط السلوك الصارمة والحادة لديهم.
خلاصة موضوع الشخصيه الحديه والذكاء:
بعد أن تعرفنا على علاقة الشخصيه الحديه والذكاء يمكننا أن نؤكد أن اضطراب الشخصية الحدية أحد أكثر الاضطرابات شيوعًا حيث يميل الشخص المصاب باضطراب الشخصية الحدية إلى التقلبات المزاجية الشديدة، ويكون عرضة للشعور بالارتباك وعدم تقدير الذات أو الشعور بالهوية، ويحتاج هذا الاضطراب كغيره من الاضطرابات النفسية إلى العلاج وحضور الجلسات النفسية بواسطة معالج وأخصائي متخصص حتى لا تسوء أعراض هذا الاضطراب ويؤذي المريض نفسه بالانتحار أو بأي طريقة أخرى.
