يعد اضطراب الآنية أغرب الاضطرابات النفسية من خلال وجهة نظر العديد من الأطباء، وهذا لكونه اضطراب عقلي ونفسي ينشأ عنه العديد من الأعراض الغريبة مثل شعور المصاب بشكل متكرر بأنه منفصل عن جسده، وأنه منفصل عن البيئة والمحيط الموجود فيه، والعديد من الأفكار والأعراض الغريبة الأخرى، وإليكم خلال سطور هذا المقال كل ما يتعلق باضطراب الآنية.
اضطراب الآنية أغرب الاضطرابات النفسية
يعرف اضطراب الآنية بالعديد من المسميات في الوسط الطبي، حيث يسمى بتبدد الشخصية أو اضطراب الغربة عن الواقع أو اختلال الآنية، ويصنف الأطباء هذا الاضطراب من الاضطرابات الانشقاقية، والتي تشتهر بأنها أمراض عقلية ينجم عنها العديد من المشاكل في مركز الذاكرة في المخ ومراكز الوعي والإدراك وتحديد الهوية الذاتية.
وذكر العديد من الأطباء أن هذا الاضطراب يقلل من إنتاجية الفرد وإتقانه لعمله ونجاحه فيه بشكل ملحوظ، وهذا بسبب الانفصال عن الواقع والذي بدوره يعيق التواصل مع الموجودين في بيئة المصاب، وبالرغم من أن المصابين يشعرون بالانفصال عن الواقع وأنهم يعيشون في عالم الخيال إلا أنه يعلمون أن هذه الأفكار والمشاعر ما هي إلا عبارة عن خيال لذلك يظلون متصلين بالواقع.
ويكمن الإصابة بهذا الاضطراب في تكرر هذه الأفكار بشكل مزعج، حيث أنها من الطبيعي أن تصيب البعض في فترة من فترات حياتهم إلا أن تكررها يعد عامل الخطورة الذي ينبه الشخص بأنه مصاب باضطراب الآنية.
أعراض اختلال الآنية الجسدية
يسأل الكثير من المهتمين بالاضطرابات النفسية والمصابين بهذا الاضطراب لماذا يعد اضطراب الآنية أغرب الاضطرابات النفسية، نجيب لكم عن هذا السؤال من خلال ذكر الأعراض التي تنشأ عن الإصابة بهذا الاضطراب وتظهر على المصابين به في الآتي:
- يشعر المصاب بأنه منفصل عن جسده، ويشعر بأنه يراقب نفسه من خارج جسده.
- يشعر العديد من المصابين بعدم القدرة على التحكم بما يقوم به وبما يقوله.
- فقدان العاطفة في الذكريات.
- يشعر المصاب بأنه غير مسؤول عما يدور في عقله من أفكار.
- يشعر المصاب بأنه غير مسؤول عن جسده وحركته.
- شعور المصاب بأن ما يحدث في البيئة التي حوله مجرد خيال أو حلم.
- الشعور بتشويش للأفكار والذكريات والشعور بالماضي والحاضر والمستقبل.
- الشعور المستمر بالارتباك.
- الإصابة بالقلق والاكتئاب والتوتر.
- انخفاض في اتساق السلوكيات.
- تراجع في المستوى الدراسي أو في الأداء أثناء تأدية الوظائف في العمل أو في المنزل.
- تغير ملحوظ في شخصية المصاب واهتماماته.
- يشير الأطباء إلى أنه بعض المصابين قد يعانون من بعض المشاكل النفسية إلى جانب الإصابة بهذا الاضطراب مثل الهلع، واضطراب ما بعد الصدمة، الفصام، الاكتئاب، والوسواس القهري.
- ملاحظة أن المصاب يمر بحالة من الانفصال عن البيئة التي حوله وعن الحوار أو الحديث الذي يدور أمامه.
مضاعفات الإصابة باضطراب الآنية
يتعرض بعض المصابين باضطراب الآنية إلى بعض المضاعفات الصعبة التي يذكر الأطباء أنها تنتج عن الإهمال الطبي لهذه الحالات نتيجة عدم تلقيها العلاج النفسي والدوائي، تتمثل هذه المضاعفات في الآتي:
- الشعور بالاكتئاب.
- الإصابة بنوبات من القلق الدائم.
- تراجع المستوى الأداء الوظيفي.
- خلل في التركيز والذاكرة، مما يؤثر بالسلب على أداء المهام اليومية.
- التعرض لمشاكل مع المقربين سواء كانوا أصدقاء أو من أفراد العائلة.
أسباب الإصابة باضطراب الآنية
يرجع الأطباء الإصابة باضطراب الآنية إلى العديد من العوامل النفسية والجسدية والتي تتضمن الآتي:
- تعرض المصاب لصدمة نفسية أثناء مرحلة الطفولة أو المراهقة.
- التعرض للضغوط النفسية من البيئة المحيطة بالمصاب.
- يرجع الأطباء الإصابة بهذا الاضطراب إلى الإصابة ببعض الاضطرابات النفسية الأخرى مثل الاكتئاب أو القلق.
- بعض العوامل الجسدية مثل قلة النوم والإجهاد الجسدي والذهني تؤدي إلى الإصابة بهذا الاضطراب.
- التدخين بصورة شديدة.
- تعاطي المخدرات مثل الكيتامين والكوكايين والحشيش.
- الإفراط في شرب الكحول.
- قد تؤدي بعض العوامل البيئية المحيطة بالشخص والمؤثرة عليه إلى الإصابة بهذا الاضطراب.
- ينتج أيضا هذا الاضطراب عن العوامل الوراثية، وهذا في حال إصابة أحد أفراد الأسرة بأحد الأمراض النفسية المشابهة لهذا الاضطراب.
كيف يتم تشخيص الإصابة باضطراب الآنية؟
تعد مرحلة التشخيص الطبي للإصابة بـ اضطراب الآنبة أغرب الاضطرابات النفسية من أهم المراحل التي ينبني عليها جميع المراحل العلاجية الأخرى، ويعد النجاح في هذه المرحلة مؤشرًا لتلقي العلاج بصورة صحيحة والحصول على الشفاء بشكل عاجل، ويتم التشخيص الطبي من خلال الآتي:
- القيام بتشخيص حالة المريض من خلال المعايير التشخيصية المتبعة الموجودة في الدليل التشخيصي للاضطرابات النفسية (DSM-5-TR).
- القيام ببعض الفحوصات الطبية لحصر الأسباب التي أدت إلى الإصابة بهذا الاضطراب لتجنبها إن أمكن ذلك، أو العمل على علاجها والتحكم فيها في المراحل العلاجية القادمة.
- يجري الطبيب بعض الفحوصات مثل التصوير المقطعي المحوسب والتصوير بالرنين المغناطيسي وتخطيط كهربية الدماغ، وهذا للتعرف على ما إن كانت هذه الأعراض الظاهرة على المصاب ترجع للإصابة باضطراب الآنية أغرب الاضطرابات النفسية أم إلى الإصابة ببعض الاضطرابات الأخرى مثل الصرع، أو أن المريض يتعاطى المخدرات أو الكحول.
علاج اضطراب الآنية
يشمل علاج اضطراب الآنية أغرب الاضطرابات النفسية الطبية العديد من المراحل التي تبدأ بعض التأكد من الإصابة بهذا الاضطراب في جلسات التشخيص الطبي، تتمثل هذه المراحل في الآتي:
- العلاج النفسي: تعد هذه المرحلة من أهم المراحل حيث يتم فيها التعرف على الأفكار التي تراود المصاب باستمرار، وهذا للعمل على القضاء عليها والسيطرة عليها، ويقوم الطبيب بمساعدة المصاب بالكيفية التي يتم من خلالها التعامل مع هذه الأفكار والسلوكيات التي تنتج عنها، ويعمل الطبيب على التعامل مع الأسباب التي أدت إلى الإصابة بهذا الاضطراب.
- العلاج الدوائي: لا يتم وصف أدوية لعلاج هذا الاضطراب، حيث أنه يرتكز علاجه على جلسات العلاج النفسي، ولكن قد يصف الطبيب بعض الأدوية التي تستخدم في علاج الاضطرابات الأخرى التي قد يكون المصاب يعاني منها مثل القلق والاكتئاب.
موضوعات ذات صلة:
علاج الشخصية الحدية بطرق حديثة
كم تستمر نوبات اضطراب الآنية؟
كما ذكرنا من قبل أن بعض أعراض اضطراب الآنية قد تصيب الشخص في فترة من حياته ولا يتم تشخيص إصابته بهذا الاضطراب، وهذا يرجع إلى عدم استمرار الاضطراب وعدم استمرار الشعور بتلك الأعراض المزعجة.
يذكر الأطباء أن المصاب بـ اضطراب الآنية أغرب الاضطرابات النفسية تستمر نوبات تبدد الواقع وانفصال الشخصية لفترات طويلة تصل إلى ساعات وأيام وأسابيع، حتى أنها تصل في بعض الحالات بأن تصبح مشاعر والأفكار مستمرة لا تنفك عن المصاب حتى يتلقى العلاج.
كيفية التعامل مع أعراض اختلال الآنية؟
يعد من أفضل ما يتعلمه المصاب باضطراب الآنية من الطبيب النفسي هو التعرف على كيفية التعامل مع أعراض اختلال الآنية، والسيطرة عليها والعمل على التركيز على ما يجري في الواقع، وتتمثل هذه النصائح والإرشادات التي يقدمها الأطباء في الآتي:
- محاولة التفاعل مع أي شيء في البيئة المحيطة مثل التركيز على شم أي رائحة قوية.
- العمل على إثارة الجسم على الانتباه من خلال قرص النفس أو لمس شيء سخن أو بارد.
- التركيز على الأشياء الموجودة في البيئة المحيطة من خلال النظر أو التركيز على سماع الأصوات القريبة مثل صوت التلفاز أو الرياح أو العصافير.
- الوقوف في الشمس ومحاولة استشعار الضوء والحرارة الصادرة عنها مما يحفز الاتصال بالواقع.
- التحدث مع الآخرين بشكل مستمر في حال الشعور بأنك منفصل عن البيئة التي حولك.
- العمل على التنفس بشكل سلس والسعي لاستنشاق هواء نقي.