السلوك الجنسي القهري هو اضطراب نفسي له أبعاد جنسية، ويحتاج إلى تدخل طبيب متخصص في علاج حالات الإدمان السلوكي، وذلك لأن السلوك الجنسي القهري يعرض الشخص للكثير من المشاكل النفسية والجسدية وقد يصل به الأمر إلى ارتكاب جرائم ينكرها المجتمع والقانون، لذلك فإن الحل الأمثل هو العلاج على أيد متخصصين وعدم الخجل من طلب المساعدة.
يصنف السلوك الجنسي القهري على أنه إدمان سلوكي، حيث أن المصاب بهذا الاضطراب لا يستطيع السيطرة على رغباته الجنسية وأفكاره المستمرة عن الجنس، وخلال هذا المقال سوف نقدم لكم أسباب الإصابة بهذا الاضطراب وعلاماته وأحدث طرق علاجه، تابعونا.
ما هو السلوك الجنسي القهري؟
السلوك الجنسي القهري (compulsive sexual behavior) هو أحد الاضطرابات النفسية التي تدخل تحت قائمة السلوكيات الإدمانية، حيث يرتكز عالم المصاب بهذا الاضطراب على التفكير في ممارسة الجنس ولا يمكنه كبت الرغبة الجامحة في الممارسات الجنسية، وفي أغلب الأحيان يؤثر هذا الاضطراب على تركيز الشخص وقدرته على التقدم في الدراسة أو العمل.
مريض السلوك الجنسي القهري يريد ممارسة العلاقة الحميمية طوال الوقت ولا يكتفي أبدًا، ويصاب النساء والرجال بهذا الاضطراب على حد سواء، ولا يمكن تقييم هذا الاضطراب على أنه انحراف سلوكي وذلك لعدم قدرة الشخص على التحكم في أفكاره دون مساعدة الطبيب النفسي، ومع إهمال علاج هذا الاضطراب تتطور بعض الممارسات لهذا الشخص ومن أبرزها:
- ممارسة الجنس طوال الوقت مع الشريك أو مع أكثر من شريك.
- الممارسات الجنسية الشاذة.
- مشاهدة الأفلام الإباحية.
- التحرش والاعتصاب.
- استخدام الألعاب الجنسية.
- ممارسة الجنس عبر النت.
- العادة السرية (الأستنماء).
- دفع مقابل مادي لممارسة الجنس.
أسباب السلوك الجنسي القهري
تعتمد الإصابة بالسلوك الجنسي القهري على عدة أسباب، وقد لا يشترط الإصابة بهذا الاضطراب عند تواجد هذه الأسباب في بعض الأحيان، ومن أبرز أسباب الاضطراب الجنسي القهري المعروفة حتى الآن:
- خلل في توازن النواقل العصبية المهمة مثل الدوبامين والسيروتونين والنورابينفرين.
- بعض الأمراض والمشاكل الصحية التي تسبب تلف في بعض أجزاء المخ مثل الصرع ونوبات الهلع والذعر.
- تناول بعض الأدوية التي تساهم في زيادة مستوى الدوبامين (Dopamine) في المخ كما في حالة الباركنسون.
- إدمان المخدرات والكحول.
- حدوث خلل في المسارات والدوائر العصبية بالمخ.
- زيادة تدفق الدم إلى الأعضاء الجنسية بصورة مبالغ فيها في حالة اضطراب الاستثارة الجنسية.
- المشاهدة المستمرة للأفلام الإباحية.
موضوعات ذات صلة
أعراض فرط النشاط الجنسي عند المرأة
توجد بعض الأفكار الخاطئة المنتشرة حول السلوك الجنسي القهري بأنه يصيب الرجال فقط، ولكن يجدر القول أن الدراسات والإحصائيات التي تم إجراؤها حول هذا الموضوع تثبت بأن اضطراب السلوك الجنسي القهري أو ما يعرف بفرط النشاط الجنسي ينتشر بين النساء بنفس معدل انتشاره بين الرجال، وفيما يلي نقدم لكم أبرز أعراض فرط النشاط الجنسي عند النساء:
- إقامة علاقات جنسية عابرة.
- الخيانة الزوجية.
- ممارسة الجنس بمقابل مادي.
- الانخراط في ممارسات جنسية شاذة.
- الاستنماء.
- عدم القدرة على التقدم العملي أو الدراسي.
- التفكير المستمر في الجنس.
- ممارسة الجنس عبر الانترنت.
- ممارسة الشذوذ.
- الشعور بالندم المستمر.
- عدم قدرة الأهل على التحكم في الفتاة.
- ملاحقة الرجال باستمرار بغرض الدخول في علاقات جنسية.
- عدم التوقف عن ممارسة الجنس مع الغرباء رغم احتمالية الإصابة بالأمراض.
عدم اعتراف الأسرة بوجود مشكلة مع الفتاة التي تعاني من اضطراب السلوك الجنسي القهري أو تجاهلها ظنًا أن هذا الأمر يوصم العائلة هي مشكلة أكبر، وينتج عن هذا الإهمال تفاقم أعراض الاضطراب والدخول في مضاعفات تصل إلى الانتحار.
علامات السلوك الجنسي القهري
يأتي اضطراب السلوك الجنسي القهري في مقدمة السلوكيات الإدمانية والتي تظهر مع عدد من الأعراض التي تسبب مشاكل اجتماعية ونفسية وسلوكية، ومن أبرز علامات السلوك الجنسي القهري ما يلي:
- عدم القدرة على التركيز في العمل أو الدراسة.
- إهمال النظافة الشخصية.
- الدخول في حالة اكتئاب.
- استمرار التفكير في الجنس مما يجعله المحرك الأساسي للفرد.
- فقدان القدرة على تكوين علاقات صحية.
- عدم التوقف عن ممارسة الجنس رغم وجود التهاب أو جروح أو انتقال الأمراض.
- كثرة الأفكار الانتحارية.
- استمرار الهوس بالجنس لمدة تصل إلى 6 أشهر.
- تكرار الممارسات الجنسية الغربية رغم الشعور بالندم.
- عدم القدرة على التوقف من ممارسة الجنس بدون مساعدة مختص.
- العزلة والابتعاد عن الأهل والأصدقاء.
اختبار الوسواس القهري الجنسي
تم ضم السلوك الجنسي القهري إلى التصنيف الدولي للأمراض منذ فترة قصيرة، مما يدل على أنه مرض يحتاج إلى رعاية وعلاج وهناك طرق لتقييمه، ومن أشهر طرق تقييم إصابة الشخص بالمرض ومعرفة شدته هو اختبار الوسواس القهري الجنسي، والذي يتم عن طريق الطبيب المختص بعد استبعاد وجود خلل عضوي مسبب لهذا الاضطراب ويكون عبارة عن عدة اسألة يجاوب عنها المريض ويحدد الطبيب حالته من خلالها، ومن أمثلة هذه الأسئلة:
- ما مدى قدرت الفرد على التحكم في الأفكار الجنسية؟
- كم يستغرق الشخص في التفكير في الجنس خلال يومه؟
- ما هي مدة استمرار أعراض السلوك الجنسي القهري؟
- هل تراود الشخص أفكار انتحارية؟
- هل يشعر بالذنب والسوء بعد الممارسات الجنسية المتطرفة؟
- هل يستطيع الشخص مقاومة هذه الأفكار؟
علاج السلوك الجنسي القهري
تشير الأبحاث العلمية إلى أن حوالي 6% إلى 24% ممن يعانون من الوسواس القهري هم مصابين بالسلوك الجنسي القهري مما يدل على مدى أهمية علاج هذا الاضطراب الذي يؤثر بالسلب على كافة جوانب الحياة والتخلص من الأفكار الجنسية وتبديلها بعادات صحية أكثر، ويعتمد علاج السلوك الجنسي القهري على عدة خطوات متتالية كالتالي:
1_ العلاج الدوائي
يعتبر العلاج الدوائي أحد أهم الخطوات التي تساعد في علاج السلوك الجنسي القهري، ومن أبرز الأدوية المستخدمة:
- الأدوية المضادة للاكتئاب لتحسين الحالة المزاجية المرتبطة بهذا الاضطراب
- العقاقير التي تحتوي على المادة الفعالة نالتريكسون (Naltrexone) والتي تساعد على تثبيط الاستمتاع بالأفعال الإدمانية بما في ذلك إدمان الجنس.
- مثبطات هرمون الأندروجين والتي تقلل من تأثير عمل هذه الهرمونات، مما يساعد في علاج فرط السلوك الجنسي عند الرجال.
- تساعد بعض الأدوية المستخدمة في علاج اضطراب ثنائي القطب والتي تستخدم لتثبيت المزاج في تقليل حدة نوبات الهوس الجنسي.
2_ العلاج النفسي
يتم العلاج النفسي من خلال طبيب مختص في علاج حالات اضطراب السلوك الجنسي القهري في مركز مختص مثل مركز ميديكال للطب النفسي وعلاج الإدمان، ويرتكز العلاج النفسي على عدة محاور رئيسية كالتالي:
- الجلسات الفردية والتي تكون بين الطبيب والمريض فقط بهدف التعرف على الحد الذي وصل إليه من هذا الإدمان السلوكي ومتى بدأ في الظهور ومدى تطور الأعراض.
- العلاج المعرفي السلوكي والديناميكي، ويقوم هذا الاتجاه على محاولة إيجاد طريقة مناسبة لتبديل الأفكار السلبية بأخرى إيجابية، ومساعدة المريض في التحكم في القلق والتوتر بطرق غير اللجوء للجنس.
الخلاصة حول موضوع السلوك الجنسي القهري
السلوك الجنسي القهري هو مرض نفسي ذو أبعاد جنسية وهو مثبت علميًا على الرغم من إنكار بعض الناس له، إلا أن إنكارهم لا يزيد المرض إلا سوءاً، لذلك بعد التعرف على أسباب المرض وعلاجه يجب الاتجاه بسرعة إلى علاجه وعدم إهماله لتجنب العواقب التي يمكن أن تحدث.
